وقال أبو طاهر بن أبي هاشم في كتاب "البيان": وقد نبغ في عصرنا نابغ، فزعم أنَّ كل ما صحّ عنده وجهٌ في العربية لحرف موافق خطّ المصحف، فقراءته جائزة في الصلاة.
وقال أبو أحمد الفَرَضي راتب المسجد: صلّى مع الناس، وكان ابن مُقَسّم قد ولَّى ظهره القبلة، وهو يصلّي مُسْتَدبِرَها، فأوّلْتُ ذلك ما اختاره لنفسه من القراءات.
تُوُفّي ابن مُقَسّم في ربيع الآخر.
- محمد بن سليمان، أبو طاهر بن ذكوان.
قيل: توفي فيها، وقيل: سنة ستين كما سيأتي.
139- محمد بن عبد الله بن إبراهيم1 بن عَبْدُوَيْه، أبو بكر الشافعي البزّاز المحدّث.
مولده بجَبُّل2 في جُمادى الأولى أو الآخرة سنة ستين ومائتين.
وسكن ببغداد، فسمع: محمد بن الجهم السّمَّري، ومحمد بْن شدّاد المِسمعي، وموسى بْن سهل الوشّاء، وأبا قلابة، وعبد اللَّه بْن رَوْح المدائني، ومحمد بْن إسماعيل الترمذي، ومحمد بن الفرج الأزرق، ومحمد بن غالب تمتام، وإسماعيل القاضي وجماعة يطول ذكرهم.
وعنه: الدارقطني، وابن شاهين، وأحمد بن عبد الله المحاملي، وأبو علي بن شاذان، وخلق كثير آخرهم أبو طالب بن غيلان.
قال الخطيب: كان ثقة ثَبْتًا حسن التصنيف، جمع أبوابًا وشيوخًا.
حدّثني ابن مَخْلَد أنّه رأي مجلسًا كُتِب عن الشافعي سنة ثماني عشرة وأربعمائة، ولما مَنَعَت الدّيْلَمُ -يعني بني بُوَيْه- الناسَ عن ذِكر فضائل الصحابة، وكتبوا سَبّ السّلَف على أبواب المساجد، كان أبو بكر الشافعي يتعمّد إملاء الفضائل في الجامع، ويفعل "ذلك" حسبة وقربة.