قدوم أبي الفوارس من الأسر:
قَدِمَ أبو الفوارس محمد بن ناصر الدولة من الأسر إلى ميّافارقين1، أخذته أخت الملك لتفادي به، فجاء ستة آلاف فنقّذ سيف الدولة أخاها في ثلاثمائة إلى حصن الهَتَّاخ، فلما شاهد بعضهم بعضًا سرّح المسلمون أسيرهم في خمسة فوارس، وسرّح الروم أسيرهم أبا الفوارس في خمسة، فالتقيا في وسط الطريق وتعانقا، ثم صار كل واحد إلى أصحابه، فترجّلوا له وقبّلوا الأرض، ثم احتفل سيف الدولة لابن أخيه، وعمل الخيل والمماليك والعْدَد التامّة، فمن ذلك مائة مملوك بمناطقهم وسيوفهم وخيولهم.
قتل رشيقة النسيمي:
وفيها: قُتِلَ رشيق النُّسَيْميّ، ويقال: لم يُقتل به، أصابته هَيْضَة وضَعْفٌ، وتَجَرَّى عليه غلام له فأمسك بعنانه، فسقط من الفرس ميتًا وقُطع رأسه وحُمل إلى قرغُوَيْه. وتغلّب على أنطاكية وزير الدَّيْلَمي وحارب قرغُوَيْه.
وطال مقام سيف الدولة بميافارقين، فأنفق في سنة وثلاثة أشهر نيّفًا وعشرين ألف ألف درهم ومائتين وستين ألف دينار.
الفداء بين المسلمين والروم:
وتمّ الفٍداء في رجب، فخلّص من الأسر من بين أمير إلى راجل ثلاثة آلاف