الترمذي، وأبن أبي العَوّام. وبمصر: عبد اللَّه بن أبي مريم، وأبا يزيد القراطيسيّ، ورَوْح بن الفَرَج القّطان، وطبقتهم.

وعنه: ابن المظفَّر، وابن شاهين، ومحمد بن فارس الغُوريّ، وابن دُوَسْت، ومحمد بن أحمد بن رزْقَوَيْه، وهلال الحفّار، وأبو الْحُسَيْن بن بشران.

قال الخطيب وكان ثقة عارفًا: جمع حديث الليث، وابن لهيعة، وصنف في الزهد كتبا كثيرة. وله مجلس وعظ. حَدَّثَنِي الأزهريّ أنّ أبا الحسن المصري كان يحضر مجلسَ وعْظه رجالٌ ونساء، فكان يجعل على وجهه بُرقعًا تخوُّفًا أن يفتتن به النّاسُ من حُسْنِ وجهه.

قال الزُّهْريّ: فحُدِّثت أنّ أبا بكر النّقّاش المقرئ حضر مجلسَه متخفيًّا، فلمّا سمع كلامه قام وشهر نفسه وقال: أيُّها الشيخ، القَصَصُ بعدك حرام. قال الخطيب: مات فِي ذي القعِدة وله نَيف وثمانون سنة. قلتُ: عند سِبْط السِّلَفيّ جزءٌ عالٍ من حديثه.

260- عليّ بن حَمشاذ بن سَخْتَوَيْه بن نصر1: أبو الحسن النيسابوري المعدّل الإمام. واسم حَمشاذ محمد. قال الحاكم: كان من أتقن مشايخنا وأكثرهم تصنيفًا. سمع: الحسين بن الفضل، والفضل بن محمد الشعراني.

وحج سنة سبعٍ وسبعين، فسمع: محمد بن منده بالري، وإبراهيم بن ديزل بهمذان، والحارث التميمي ببغداد، وعلي بن عبد العزيز بمكة، وطائفة كبيرة. وصنف "المسند الكبير" في أربعمائة جزء، وعمل الأبواب في مائتين وستين جزءا، والتفسير في مائتين وثلاثين جزءا. ومات فجأة في الحمام يوم الجمعة. ولما صلينا عليه قال أبو العبّاس الأصمّ: كنتُ أقول: إذا متُّ إنّما يكون السُّوق في التحديث لعلي بن حمشاذ. وسنعت أبا بكر أحمد بن إسحاق يقول: صِحّبتُ عليَّ بن حَمْشاذ في الحَضَر والسَّفَر، فما أعلم أنّ الملائكة كتبت عليه خطيئة.

وسمعت أبا أحمد الحاكم يقول: ما رأيت في مشايخنا أثبت في الرّواية والتّصنيف من عليّ بن حَمْشاذ. قال: ووُلِد سنة ثمانٍ وخمسين ومائتين، وتوفي في شَوال. قلتُ: روي عنه: ابن مَنْدَه، وأبو الحسن بن محمد بن الحسين العلوي، وطائفة كبيرة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015