قال السلميّ: كان يذهب مذهب الحسين بن الفضل، وهو من كبار فتيان أصحاب أبي عثمان.

قَعَدَ في حلقة الشبليّ، وقد حلق ووضع رأسه على رُكبتيه، فصفَعه الشبليّ، فلم يرفع رأسه وقال: لبيِّك. فأخذ الشبلي يعتذر إليه. فقال: هو لا ذا ولا ذاك. فقال الشبلي: وردَ علينا مَن أرانا قيمتنا. قال الحاكم: هو من كبار مشايخ الصوفية، ومّمن جري له ببغداد مع الشبلي مناظراتٌ كثيرة. وكان يغشانا أيام والدي، وكان يحفظ حديثًا قرأه عليَّ مرات، سمعه من محمد بن منده، عن بكر بن بكّار. توفي في جمادى الآخرة. وقد صحب أبا عثمان الحيِريّ.

184- محمد بن عمر بن حفص النيسابوري1: لا الْجُورْجِيريّ، ذاك تقدَّم ذكره سنة ثلاثين. أبو بكر السمسار الزاهد. كان لا يشتغل إلى بالصّلاة والتّلاوة، والصّلاة على الجنائز. سمع: إسحاق بن عبد الله بن رُزَيْق، وسهل بن عمّار. روى عنه: أبو الحسين الحَجّاجيّ، وأبو إسحاق المزكيّ، وابن مَحْمِش، وأبو عبد الله بن منده. تُوُفّي في شوّال، وله اثنتان وتسعون سنة. وشيّعه خلق كجمْع العيد. وكان في مكسب عظيم فَتَرَكه.

185- محمد بن يحيى بْن عَبْد الله بْن العبّاس بْن محمد بن صُول2: أبو بكر الصُّوليّ البغداديّ. أحد الأدباء المتفنّنين في الآداب والأخبار والشِّعر والتّواريخ. حدَّث عن: أبي داود السَّجِسْتانيّ، والكُدَيْميّ، والمبرّد، وثعلب، وأبي العَيْناء. وكان حاذقًا بتصنيف الكتب.

نادم عدةً من الخلفاء، وصنف أحبار الخلفاء وأخبار الشّعراء والوزراء. وكان حَسن الاعتقاد، مقبول القَوْل. وكان جدّه صول مِن ملوك جُرْجان. روى عنه: أبو عمر بن حَيُّوَيْه، والدارقطني، وأبو بكر بن شاذان، وأبو الحسن بن الْجُنْديّ، وأبو الحسين بن جُمَيْع، وعُبَيْد الله بن أبي مُسلم الفَرَضيّ، وعليّ بن القاسم، والحُسين الغضائريّ. وله شعرٌ كثير سائر. خرج عن بغداد لإضاقةٍ لحِقَتْه. وحديثه بعلوٍّ عند أصحاب السلفي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015