وذكر الحافظ أبو محمد بن حزم أن لأبي الحسن خمسة وخمسين تصنيفًا، وأنه تُوُفّي سنة أربعٍ وعشرين.

وكذا قال أبو بكر بن فُورك، والقَرّاب.

وقال غيرهم: سنة ثلاثين. وقيل: سنة نيفٍ وثلاثين.

أخذ عنه: زاهر بن أحمد السَّرخسيّ، وأبو عبد الله بن مجاهد، وغير واحد.

وله كتاب "الإبانة"، عامّتُه في عقود أهل السنة، وهو مشهور؛ وكتاب "جُمل المقلات"، وكتاب "اللمع"، وكتاب " الموجز"، وكتاب "فرَق الإسلاميّين واختلاف المُصَلِّين". ومَن نظر في هذه الكتب عرف محله.

ومن أراد أن يتبحّر في معرفة الأشعريّ فلْيطالع كتاب "تبيين كذِب المفتري "تأليف أبي القاسم بن عساكر. اللَّهُمّ توفَّنا على السنة وأدخِلْنا الجنّة، واجعل أنفسنا بك مطمئنة، نحب فيك أولياءك ونبغض فيك أعداءك، ونستغفر للعُصاة من عبادك، ونعمل بمحكم كتابك ونؤمن بمتشابه. ونصفك بما وصفت فيه نفسك، ونصدّق بما جاءَ به رسولك. إنّك سميع الدعاء، آمين.

قيل: إنّ الأشعريّ سأل أبا علي الجبائي عن ثلاثة إخوة مؤمن تقيّ, وكافر وصبيّ ماتوا، ما حالهم؟ قال: المؤمن في الجنّة، والكافر في النّار، والصّغير من أهل السّلامة.

فقال: إن أراد الصّغير أن يرقى إلى دَرَجة التّقّي هل يأذن له؟ قال: لا. يُقال له إنّ أخاك إنما نال هذه الدرجة بطاعته وليس لك مثلها. قال: فإن قال: التقصير ليس منّي، فلو أحييتني حتّى كنتُ أطعتك. قال: يقول الله له: كنت أعلم أنك لو بقيت لعصيت ولعوقبت فراعيت مصلحتك.

فقال أبو الحسن: فلو قال الأخ الكافر: يا ربّ علمتَ حاله كما علمتَ حالي فهلا راعيتَ مصلحتي مثله.

فانقطع الْجُبّائيّ، فسبحان من لا يُسأل عمّا يَفعل.

قال القُشَيْريّ: سمعتُ أبا عليّ الدّقّاق: سمعت زاهر بن أحمد الفقيه يقول: مات الأشعري ورأسه في حجري، وكان يقول شيئًا في حال نزاعة من داخل حلقه. فأدنيت له رأسي، فكان يقول: لعن الله المعتزلة، موّهوا ومخرقوا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015