ومن ذلك يتبين لنا أن الحافظ الذهبي -رحمه الله- قد سعى في طلب العلم سعيًا حميدًا، وقد ذكر أنه أخذ العلم عن ثلاثمائة وألف شيخ، فيهم كثير من علماء عصره، فمشايخ زمانه.
5- صفاته الشخصية:
ذُكر عنه -رحمه الله- أنه كان حاد الذهن، يتمتع بذاكرة نادرة، وحافظة قوية، فقيل عنه: كأنما جمعت الأمة في صعيد واحد، ثم أخذ يخبر عنها إخبار من حضرها.
وقد ذكروا أن الحافظ ابن حجر، قال: شربت ماء زمزم بنية أن أصل إلى مرتبة الذهبي في الحفظ.
وكان السيوطي خاتمة الحفاظ، يقول: إن المحدثين عيال الآن -يعني زمن السيوطي- في الردود وغيرها في فنون الحديث على أربعة: المزي، والذهبي، والعراقي، وابن حجر.
6- مناصبه العلمية:
تولى العلامة الذهبي في سنة 703هـ الخطابة بمسجد كفر بطنان وهي قرية بغوطة دمشق، وظل مقيمًا بها إلى سنة 718هـ.
وفي يوم الاثنين العشرين من ذي الحجة باشر الشيخ الذهبي شياخة دار الحديث بتربة أم الصالح وذلك في سنة 718هـ.
وفي يوم الأربعاء السابع عشر من جمادى الآخرة سنة 729هـ ولي شمس الدين الذهبي دار الحديث بالظاهرية.
ولما توفي العلامة الحافظ البرزالي -شيخ الذهبي- سنة 739هـ، تولى الذهبي تدريس الحديث بالمدرسة النفيسية، وإمامتها عوضًا عنه.
وفي نفس السنة باشر الذهبي مشيخة الحديث بالتنكزية، وتُعرف بدار القرآن والحديث.
وقد تولى الذهبي كذلك دار الحديث الفاضلية بالكلاسة.