فبطحوني، وقعدوا على أكتافي، فقلت: أيها الأمير اسمع مني: ثم قُلْتُ: ثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَبِي قَابُوسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ" 1.
قَالَ: أعده. فأعدْته، فَقَالَ لأولئك: قوموا.
قَالَ: أَنْتَ تحفظ مثل هَذَا وتخرج تتنزه، كذا قَالَ ابن عَبَّاس. قَالَ أَبُو أَحْمَد بن عَدِيّ: قد اتُّهم الكُدَيْميّ بوضع الحديث.
قال أَبُو حاتم بْن حبان: لعله قد وضع أكثر من ألف حديث.
وقال ابن عدي: ادعى الكديمي رؤية قومٍ لم يرهم. ترك عامّة مشايخنا الرّواية عَنْهُ.
قَالَ أَبُو عبيد الآجري: رأيت أبا داود يتكلّم في محمد بن سنان، وَمحمد بن يونس، يطلق فيهما الكذب.
وَكَانَ موسى بن هَارُون الحَافِظ يَنْهَى النَّاس عن السَّماع من الكُدَيْميّ، وَقَالَ، وَهُوَ متعلق بأستار الكعبة: اللَّهُمَّ إني أشهدك أن الكُدَيْميّ كذاب يضع الحديث.
وَقَالَ الْقَاسِم بن زكريا المطرز: أنا أُجاثي الكُدَيْميّ بين يدي الله، وأقول: كَانَ يكذب عَلَى رَسُولك -صَلّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلّمَ، وَعَلَى العُلَمَاء.
وَقَالَ الدَّارَقُطْنيّ: كَانَ يتّهم بالوضع.
وأما إسْمَاعِيل الخطبيّ فَقَالَ: ما رأيت أُناسًا أكثر من مجلسه، وَكَانَ ثقة.
تُوُفِّي الكُدَيْميّ في جُمَادَى الآخرة سنة ستٍّ وثمانين، وإذا صدق في مولده فقد جاوز المائة.
529- "...." بن محمد بن عَمْرو بن أبي سلمة التِّنِّيسِي.
يروي عن جَدّه.
تُوُفِّي سنة ثمان وثمانين.