فأطرق ساعةً، ثُمّ قَالَ: نعم، إِبْرَاهِيم الحربيّ! قال أبو الفضل: لقد كنّا فِي مجلس عُثْمَان غير مرّة، ومرَّ به الأمير عَمْرو بْن اللَّيث فسلَّم عليه، فقال: عليكم. ثنا مسدَّد: ولم يزد على هَذَا.

وقَالَ ابنُ عَبْدُوس الطّريفيّ: لمّا أردت الخروج إِلَى عُثْمَان بْن سَعِيد، كتب لي ابنُ خُزَيْمَة إليه، فدخلت هَرَاة فِي ربيع الأوّل سنة ثمانين. فقرأ الكتاب ورحَّب بي، وسألني عن ابنُ خُزَيْمَة، ثُمّ قَالَ: يا فتى مَتَى قدِمْت؟ قلت: غدًا.

قَالَ: يا بني، فارجع اليوم فإنّك لن تقدم بعد.

قلت: كأنه ما كان عرف اللّسان العربيّ جيدًّا، فقال غدًا، وظنّها أمس.

وللدّارميّ كتابًا فِي الرّدّ على الْجَهْميّة، سمعناه، وكتاب في الرّدّ على بشر المريسيّ، وسمعناه. وكان جِذْعًا فِي أَعْيُن المجتهدين المبتدِعين. وصنَّف مُسْنَدًا كبيرًا. وهو الَّذِي قام على محمد بْن كرّام، وطرده من هَرَاة، فيما قَيِل.

قَالَ أبو إِسْحَاق أَحْمَد بْن محمد بْن يُونُس الهَرَويّ، وأبو يعقوب بْن الفُرات إنّه توفّي في ذ الحجّة سنة ثمانين. وَوَهِمَ من قَالَ: سنة اثنتين وثمانين.

قَالَ الحاكم: سمعت أَبَا الطَّيَّب محمد بْن أَحْمَد الورّاق: سمعت أَبَا بَكْر الفسويّ: سمعت عثمان بن سعيد الدّارميّ: قَالَ لي رَجُل ممّن يحسدني: ماذا كنت لولا العلم؟ فقلت: أردتُ شيئًا فصار قريبًا. سمعت نُعَيْم بْن حَمَّاد يقول: سمعت أَبَا مُعَاوِيَة يقول: قَالَ الْأَعْمَش: لولا العلم لكنتُ بقّالًا. وأنا لولا العِلْم لكنتُ بزّازًا من بزّازي سَجِسْتان.

قَالَ عُثْمَان الدّارميّ: من لم يجمع حديث شعبة، وسفيان، مالك، وحمّاد بْن زَيْد، وابن عُيَيْنَة، فهو مُفْلِس فِي الحديث.

يعنيّ أنّه ما بلغ رُتْبة الحُفّاظ فِي العلم. ولا ريب أنّ من حصل على علم هَؤُلَاء الأكابر الأئمّة الخمسة، وأحاط بمُرْوِيّاتهم عاليًا ونازلًا، فقد حصل على ثُلثَي السُّنّة، أو نحو ذلك.

461- عُثْمَان بْن سعيد. أبو بكر الإستراباذيّ الإسكافيّ1.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015