أحد البلغاء. كان جَدّه جَابِر يكتب للخطيب بمصر. وله كتب جياد.
وهو صاحب كتاب البلدان، صنَّفه وأحسن تصنيفه.
وحكى ابنُ المرزباني أنّ أَبَا الْحَسَن البلاذري وَسْوَسَ فِي آخر عمره؛ لأنه شرب البلاذر، فأفسد عقله. وله فِي المأمون مدائح، وجالس المتوكل.
وتُوُفيّ فِي أيام المعتمد.
وذكر محمد بْن إِسْحَاق النَّديم أنّه شرب البلاذر على غير معرفة، فلحقه ما لحقه، وشدَّ فِي المارستان ومات فِيهِ.
وقَالَ عَبْد الله بْن عدي الحافظ: أَنَا محمد بْن خلف: أخبرني أَحْمَد بْن يحيى البلاذري قَالَ: قَالَ لي محمود الوراق: قل من الشعر ما يبقى لك ذكره، ويزول عنك إثمه، فقلت:
استعدي يا نفس للموت وابتغي ... لنجاةٍ فالحازم المستعدُّ
قد تبينت أنه ليس للحي ... خلودٌ، ولا من الموت بدُّ
إنما أنت مستعيرةٌ ما ... سوف تردين والعواري تردُّ
أنت تستهين والحوادث لا ... تسهوا وتلهين والمنايا تجد
أي ملكٍ فِي الأرض، أو أي حظٍّ ... لامرئٍ حظه من الأرض لحد
كيف يهوى امرؤٌ لذاذة أيّا ... مٍ عليه الأنفاس فيها تعدُّ
ذكرنا أن أَبَا جَعْفَر، ويقال أَبَا الْحَسَن، وأبا بَكْر البلاذري قويت عليه السَّوداء فِي آخر أيامه ووسوس، ومات فِي أيام المعتمد.
وقِيلَ: عاش بعد ذلك، ولا يصح.
268- أَحْمَد بْن يوسف بْن خَالِد.
أبو عبد الله التغلبي الدمشقي الْبَغْدَادِيّ1.
عن: عفان، ومسلم بْن إِبْرَاهِيم، وجماعة كثيرة.