عني شهوة النَّوم، فما أبالي نمتُ أم لَا، وسألته أنْ يذهِب عنّيِ شهوة النساء، فما فعل.
وقال السُّلَميّ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْر البَجَليّ: سَمِعْتُ أَبَا عثمان الأدميّ يَقُولُ: كَانَ أَبُو عُبَيْد البُسْريّ إذا كَانَ أوّل شهر رمضان يدخل البيت ويقول لامرأته: طيني باب بيتي، وألْقِ إليَّ كلّ لَيْلَةٍ مِنَ الطّاقة رغيفًا.
قَالَ: فلمّا كَانَ يوم العيد رَفَست الباب، فوجدتُ ثلَاثين رغيفًا موضوعة فِي الزّاوية، لَا أكل ولا شرِب، ولا تهيّأ للصّلَاة، بقي عَلَى صومٍ واحد إلى آخر الشّهر.
هذه حكاية بعيدة الصّحة، وفيها مخالفة السنة بالوصال، وفيها ترك الْجُمعة للجماعة، وغير ذَلِكَ ذكرتها للفُرْجَة لَا للحُجّة.
وهذه الحكاية أمثل منها: قَالَ أَبُو بَكْر محمد بْن دَاوُد الرَّقّيّ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْر بْن مُعَمِّر: سَمِعْتُ أَبَا حسّان قَالَ: أتى أَبُو عُبَيْد عكّا هُوَ ووُلده، فأقاموا بها شهر رمضان، يُصلح لَهُ أولَاده كُلّ يوم إفطاره، ثمّ يوجّهون بِهِ إِلَيْهِ مَعَ غلَام أسود. فإذا أتى بِهِ إِلَيْهِ قَالَ لَهُ الشَّيْخ: اجلس فكُلْهُ، ولا تقُلْ لهم شيئًا. ويُفْطر هو عَلَى تمرةٍ واحدة.
قَالَ الرَّقّيّ: وثنا أَبُو بَكْر بْن معمر: سمعت ابن أبي عبيد البسري يحُدّث عَنْ أَبِيهِ أنّه غزا سنة مِنَ السِّنين، فخرج فِي السَّرِيّة، فمات المهْر الَّذِي كَانَ تحته وهو فِي السّريّة.
قَالَ أَبِي: فقلت: يا ربّ "أحْيه"1 حتّى نرجَع إلى بُسْر. فإذا المهر قائم.
فلمّا غَزا ورجع قَالَ: يا بُنَيَّ "ارفع السَّرْج"2 عَنِ المهر. قلت: إنّه عَرِق. فقال: يا بُنَيّ إنّه عارية. فلمّا أخذت السَّرْج خرّ المهر ميّتًا.
وثنا ابن مالَوَيْه، عَنْ عَبْد الواحد بْن بَكْر الوَرثانيّ، عَنِ الرَّقّيّ ". . . "3 يجهل ما لها.
وقد روى لَهُ ابن جَهْضَم حكايات من هذا النمط ". . . "4.