قَالَ الصُّوليّ: حدثني الْحُسَيْن بْن عَلِيّ الباقطائيّ قال: لنا أَحْمَد بْن إسرائيل: كنت فِي الدّيوان "أيام محمد الأمين" فما كَانَ أحدٌ من أهل الدّيوان أصغر منيّ. ولقد كنت أنسخ الكتاب، فئلا أَفْرَغُهُ حتى أحفَظ ما فِيهِ حرفًا حرفًا. فعْلتُ هذا مرّاتٍ كثيرة. وسمعت أَحْمَد بْن إسرائيل ينشد:

لَا يكون السّرِيّ مثل الدَّنيّ ... لَا ولا ذُو الذَّكاء مثل الغبيّ

قيمةُ المرءِ مثل ما يحُسن المرء ... قضاء مِنَ الْإمَام عَلِيّ

قَالَ الصُّوليّ: لم يزل أَحْمَد بْن إسرائيل وزيرًا للمعتز إلى سنة خمسٍ وخمسين. وكانت وزارته دون ثلَاث سنين. قتله صالح بْن وصيف بالضَّرْب في المصادرة، فهلك تحت الضَّرْب فِي سنة خمسٍ وخمسين ومائتين.

4- أَحْمَد بْن إِسْمَاعِيل بْن محمد بْن نُبيْه1 -ق- أبو حذاقة السهمي القرشي المدني، نزيل بغداد. حدَّث عَنْ: مالك، وعبد الرَّحْمَن بْن أَبِي الزَّناد، ومسلم بْن خَالِد الزَّنْجيّ، وعبد العزيز الدَّرَاوَرْدي، وحاتم بْن إِسْمَاعِيل وهو آخر من حدث عَنْهُمْ. ولعلّه عاش مائة سنة.

روى عَنْهُ: ق، وابن صاعد، وعبد الوهاب بن أبي عصمة، وإسماعيل بن العباس الوراق، والمحاملي، وابن مخلد. وآخرون.

قال المحاملي: سمعتُ أَبِي يَقُولُ: سَأَلت أَبَا مُصْعَب، عَنْ أَبِي حُذَافة السَّهْميّ فقال: كَانَ يحضر معنا العَرْض عَلَى مالك، وقال الدّارَقُطْنيّ: هُوَ قوي السمَّاع عَنْ مالك.

وقال البرقاني: كان الدارقطني حسن الرأس في أبي حذاقة، وأمرني أن أخرّج حديثه فِي الصحيح.

قَالَ الخطيب: وقرأت بخطّ الدّارَقُطْنيّ: أَحْمَد بْن إِسْمَاعِيل أَبُو حُذَافة ضعيف الحديث، كَانَ مغفَّلَا. روى "الموطّأ" عَنْ مالك مستقيمًا، فأدخلت عَلَيْهِ أحاديث عَنْ مالك فِي غير "الموطّأ" فقبِلَها. لَا يُحْتَجّ بِهِ.

وقال ابن عديّ: حدَّث عَنْ مالك بالموطّأ. وحدَّث عَنْهُ وعن غيره بالبواطيل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015