قال: فكان ذلك أول ما اعتقدته.
وهذه الكلمة لإسحاق: رضا المتجني غاية ليست تُدْرَكُ، وَأَنْشَدَ:
ستذكُرني إذا جَرّبْتَ غَيْرِي ... وَتَعْلَم أنني كنتُ كَنْزا
بذلتُ لك الصَّفاءَ بكلّ جَهْدِي ... وكنتُ كما هويت فصرتُ جزّا
وَهُنْتُ عليكَ لَمّا كنتُ مِمّن ... يهونُ إذا أخوه عليه عَزَّا
ستندمُ إنْ هلكتُ وعِشْتَ بعدي ... وتعلمُ أنّ رَأْيَكَ كان عَجْزا
وعن إسحاق قال: جاء مروان بْن أبي حفصة إليّ يومًا، فاستنشدني من شعره. فأنشدته:
إذا كانت الأحرارُ أصلي ومنصبي ... ورافع ضَيْمِي حازمٌ وابنُ حازمِ
عَطَسْتُ بأنْفٍ شامِخٍ وتناوَلَت ... يداي السّماءَ قاعدًا غيرَ قائِم
فجعل يستحسن ذلك، ويقول لأبي: إنّك لا تدري ما يقول هذا الغلام. تُوُفّي إسحاق سنة خمس وثلاثين، وقد نادم جماعةً من الخلفاء، وكان محبَّبًا إليهم، رحمه اللَّه.
55- إسحاق بْن إبراهيم أبو موسى الهَرَويّ1، ثم البغداديّ. عن: هُشَيْم، وابن عُيَيْنَة، وحفص بن غياث. وعنه: عبد الله بن أحمد، والبغوي. سئل عنه الإمام أحمد فقال: ذاك صديق لي وأعرفه قديمًا، يكتب. وأثنى عليه.
وقال ابن مَعِين: ثقة. تُوُفّي سنة ثلاث وثلاثين ومائتين.
56- إسحاق بْن إبراهيم بْن أبي كامل الحنفيّ2 أبو الفضل، وأبو يعقوب الحافظ. روى عن: جعفر بْن عَوْن، ووهْب بْن جرير، وعبد الرزّاق، وخلق من طبقتهم. وعنه: أبو زُرْعة الدّمشقيّ، وأبو حاتم، وأحمد بْن عليّ الخزّاز، والحَسَن بْن سفيان. قال أبو حاتم: صدوق.