ويعقوب الفَسَويّ، ومحمد بن يونس الكُدَيْميّ، وأحمد بن سليمان الرّهاويّ، وخلْق.
قال ابن وارة: ثنا عارِم بن الفضل الصَّدُوق الأمين.
وقال أبو حاتم: إذا حدّثك عارِم فاختم عليه، عارِم لا يتأخّر عن عَفَّان. وكان سليمان بن حرب يقدِّم عارِمًا على نفسه.
وقال أبو حاتم أيضًا: اختلط عارِم في آخر عمره وزال عقله. فمن سمع منه قبل عشرين ومائتين فَسَمَاعُه جيّد. وأبو زُرْعة لقيه سنة اثنتين وعشرين.
وقال البخاريّ: تغيَّر في آخر عُمره.
قالوا: مات في صفر سنة أربعٍ وعشرين ومائتين.
وقال أبو داود السِّجِسْتانيّ: بَلَغَنَا أن عارِمًا أُنْكِرَ سنة ثلاث عشرة ومائتين، ثمّ راجعه عقْلُه، ثمّ استحكم به الاختلاط سنة ستّ عشرة.
قُلْتُ: فَمِمَّا أَنْكَرُوهُ عَلَيْهِ رِوَايَتُهُ عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسٍ حَدِيثُ: "اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ"1. وَقَدْ كَانَ قَبْلَ ذَلِكَ رَوَاهُ عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ مُرْسَلًا، كَمَا رَوَاهُ عَفَّانُ، وَغَيْرُهُ.
قال الحَسَن بن عليّ الخلّال: سَمِعْتُ سليمان بن حرب يقول: إذا ذكرت أبا النُّعْمان فاذكُر: أيّوب، وابن عَوْن.
وقال أبو جعفر العُقَيْليّ: قال لنا جدّي: ما رأيت بالبصْرة شيخًا أحسن صلاة من عارِم. وكانوا يقولون: أخذ الصّلاة عن حمّاد بن زيد، عن أيّوب. وكان عارِم مِنْ أخشع مَنْ رأيت، رحمه الله.
قال الدَّارَقُطْنيّ: ثقة تغيّر بآخره، وما ظهر له بعد اختلاطه حديث مُنْكَر.
قلت: فهذا قول الدَّارَقُطْنيّ الذي لم يأتِ بعد النَّسائيّ مثله، فأين هو من قول ابن حِبّان الخسّاف في عارِم: اختلط في آخر عُمره، وتغيّر حتّى كان لا يدري ما يحدِّث به. فوقع المناكير الكثيرة في حديثه، فيجب التنكّب عن حديثه فيما رواه المتأخّرون. فإذا لم يُعلم هذا من هذا ترك الكلّ، ولا يحتج بشيءٍ منها.