قال: وتُوُفّي سنة أربعٍ وعشرين، وكان عالمًا بالفُتُوح، والمغازي، والشِّعْر، وأيّام النّاس، صَدُوقًا في ذلك.

وقال غيره: تُوُفّي سنة خمسٍ وعشرين ومائتين، وله ثلاثٌ وتسعون سنة، رحمه الله.

مات في دار إسحاق الموصليّ، وكان منقطعًا إليه.

وقال ابن الأخشيد المتكلّم: كان المدائني متكلّمًا من غِلْمَان مَعْمَر بن الأشعث.

حكى المدائني قال: أمر المأمون بإدخالي عليه، فذكر عليًّا -رَضِيَ اللَّهُ عنه، فحدّثته فيه بأحاديث، إلى أنْ ذَكَر لعْنَ بني أُمَيّة له، فقلت: حدَّثني أبو سَلَمَةَ المُثَنَّى بن عبد الله الأنصاري قال: لي رجلٌ: كنتُ بالشّام فجعلت لا أسمع عليًّا ولا حَسَنًا ولا حُسَيْنًا -رَضِيَ اللَّهُ عنهم، إنّما أسمع معاوية، يزيد، الوليد، فمررت برجلٍ على بابه، فاستقيته فقال: أسقِه يا حَسَن.

فقلت: أَسَمَّيْتَ حَسَنًا؟ فقال: أولادي حَسَن وحُسَين وجعفر، فإنّ أهل الشّام يسمّون أولادهم، بأسماء خلفاء الله، ولا يزال أحدهم يلعن ولده ويشتُمُه، فلم أسمّهم بذلك لئلّا أَلْعَنَ إنْ لَعَنْتُهُم خلفاء الله.

فقلت: حسِبْتُكَ خيرَ أهل الشّام، وإذا ليس في جهنّم شرٌّ منكم. فقال المأمون: لا جَرَم، قد جعل الله من يلعن أحياءهم وأمواتهم ومَن في الأصلاب، يعني لَعْن الشّيعة للنّاصبة.

ذكر ياقوت الحَمَويّ أسماء مصنّفات المدائنيّ في خمسٍ ورقات ونصف، منها: كتاب "تسمية المنافقين وأخبارهم"، كتاب "حَسَب النبيّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"، كتاب "فتوحه"، كتاب "عُهُوده".

وله عِدّة كُتُب في "أخبار قريش" و"أهل البيت"، كتاب "من هجاها زوجُها"، "تاريخ الخلفاء الكبير"، كتاب "خُطَب عليّ"، كتاب "أخبار الحَجّاج"؛ وعِدّة كُتُب في الفتوحات، وعِدّة كُتُب في الشُّعراء وأخبارهم، "خبر أصحاب الكهف"، "أخبار ابن سِيرِين"، كتاب "الجواهر"، كتاب "الأكَلَةَ"، كتاب "الزَّجْر والفأل"، وغير ذلك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015