وقال العُقَيْليّ: قلت لعبد الله بن أحمد بن حنبل: لِمَ لَم تكتب عن عليّ بن الْجَعْد؟ قال: نهاني أبي أن أذهب إليه. وكان يبلغه عنه أنّه يتناول الصّحابة.
وقال زياد بن أيّوب: سَمِعْتُ عليّ بن الْجَعْد يَقُولُ: القرآن كلامُ اللَّه، ومن قَالَ: مخلوقٌ، لم أعنّفه.
وقال ابن مَعِين: عليّ بن الْجَعْد أثبت البغداديّين في شُعْبَة، وهو ثقة، صَدُوق.
وقال النَّسائيّ: صَدُوق.
وَقَالَ عَبْدُ الرّزّاق بن سليمان بن عليّ الْجَعْدِ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: أَحْضَرَ الْمَأْمُونُ أَصْحَابَ الْجَوْهَرِ، فَنَاظَرَهُمْ عَلَى متاعٍ كَانَ مَعَهُمْ ثُمَّ نَهَضَ لِبَعْضِ حَاجَتِهِ، ثُمَّ خَرَجَ، فَقَامَ لَهُ كُلُّ مَنْ فِي الْمَجْلِسِ إِلا ابْنُ الْجَعْدِ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ الْمَأْمُونُ كَهَيْئَةِ المُغْضِبِ، ثُمَّ اسْتَحْلَلَهُ فَقَالَ: يَا شَيْخُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَقُومَ لِي؟ قَالَ: أَجْلَلْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لِلْحَدِيثِ الَّذِي يَأْثُرُهُ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: سَمِعْتُ الْمُبَارَكَ بْنَ فَضَالَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَتَمَثَّلَ لَهُ الرِّجَالُ قِيَامًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ"1.
فَأَطْرَقَ2 الْمَأْمُونُ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَقَالَ: لا يُشْتَرَى إِلا مِنْ هَذَا الشَّيْخِ.
قَالَ: فَاشْتَرَى مِنْهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ بِقِيمَةِ ثَلاثِينَ أَلْفِ دِينَارٍ.
قال أبو القاسم البَغَويّ: أُخْبِرتُ انه ولد سنة أربعٍٍ وثلاثين ومائة؟ وأُخْبِرتُ عن إسحاق بن أبي إسرائيل أنّه قال في جنازة عليّ بن الْجَعْد: أخبرني، يعني عليًّا، أنّه منذ نحو ستين سنة، يصوم يومًا، ويُفْطر يومًا.
قال البَغَويّ: تُوُفّي يوم السبت لستٍّ بقين من رجب سنة ثلاثين، وقد استكمل ستًّا وتسعين سنة.
قلت: آخر من روى حديثه في الدُّنيا عاليًا أبو المُنَجّا بن الَّلّتيّ، وهو أعلى ما سُمِعَ اليوم، وهو سنة خمس عشرة وسبعمائة.