وقال: أقبلت إلى يحيى القطّان، فبلغني أنّه قال: أحب هذا الفتى لطلبه الحديث.

وذكريعقوب بن بختان الفرّاء أنّه سمع بِشْر بن الحارث يقول: لا أعلم أفضل من طلب الحديث والعِلْم لمن اتقى الله، وحَسُنَت نيَّتُه فيه. وأمّا أنا، فأستغفر الله من كل خطوة خطوت فيه.

وقيل كان بِشْر يَلْحن ولا يعرف العربيّة.

وعن المأمون قال: لم يبق أحدًا نستحي منه غير بِشْر بن الحارث.

وقال أحمد بن حنبل: لو كان بِشْر تزوج لَتَمّ أمرُه.

وقال إبراهيم الحربيّ: ما أخرجتْ بغدادُ أتمّ عقلًا من بِشْر، ولا أحفظ للسانه. كان في كلّ شعرةٍ منه عقل، وطيء النّاسُ عُنُقه خمسين سنة ما عُرِف له غِيبةٌ لمسلم. وما رأيت بعيني أفضَلَ من بِشْر.

وعن بِشْر قال: المتقلِّب في جوعه، كالمتشحِّط في دمه في سبيل الله.

وعنه قال: شاطرٌ سخيّ أحبّ إلى الله من صوفيّ بخيل.

وعنه قال: أمس قد مات، واليوم في النزاع، غدا لم يولد بعد.

وعنه قال: لا يفلح من ألِف أفخاذ النّساء.

وعنه قال: إذا أعجبك الكلام فأصمُت، وإذا أعجبك الصّمتْ فتكلَّم.

وقيل إنّ بعضهم تسمَّع على بِشْر فسمعه يقول: اللهمّ إنْ تعلم أنّ الذلَّ أحبّ إليّ من العزّ، وأنّ الفقر أحبّ إليّ من الغِنَى، وأنّ الموت أحبّ إليّ من الحياة.

وعن بِشْر قال: قد يكون الرجل مُرائيًا بعد موته.

قالوا: وكيف هذا؟ قال: يحبّ أن يكثر النّاس في جنازته.

وعنه قال: لا تجدْ حلاوة العبادة حَتّى تجعل بينك وبين الشّهوات سَدًّا من حديد.

أَخْبَرَنَا القاضي أبو محمد بن علوان، أنا أبو محمد بن قُدامة الفقيه سنة إحدى عشرة وستّمائة قال: حدَّثني ابني أبو المجد عيسى، أنا أبو طاهر بن المَعْطوش، أنا أبو الغنايم محمد بن محمد، أنا أبو إسحاق البَرْمكيّ، أَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015