وقال أبو حاتم: كان أجلّ أصحاب ابن وَهْب.
وقال ابن يونس: كان يحيى بن عثمان يقول: هو من ولد عبيد المسجد. كان بنو أُمَيّة يشترون للمسجد عبيدًا يخدمونه، وهو من ولد أولئك. وكان مطلعًا بالفِقْه والنَّظَر.
تُوُفّي لأربعٍ بقين من شوّال سنة خمسٍ وعشرين.
وكان ذُكِرَ للقضاء في مجلس عبد الله بن طاهر، فسبقه سعيد بن عُفَيْر.
وقال ابن يونس: حدَّثني عليّ بن الحَسَن بن قُدَيد، عن يحيى بن عثمان بن صالح، عن أبي يعقوب البُوَيْطيّ أنّه كان حاضرًا في مجلس ابن طاهر الأمير حين أمر بإحضار شيوخ مصر.
قال: فقال لنا: إنّي جمعتكم لترتادوا لأنفسكم قاضيًا. فكان أول من تكلَّم يحيى بن بُكَيْر، ثمّ تكلَّم ابن ضمرة الزُّهْريّ فَقَال: أصلح الله الأمير، أصبغ بن الفرج الفقيه العلم الورِع، فذكر الحكاية.
وقال بعض الكبار: ما أخرجت مصرُ مثل أصبغ.
وقال أبو نصر: سَمِعْتُ الربيع والمُزْنيّ يقولان: كنّا نأتي أصبغ قبل قدوم الشّافعيّ، فنقول له: علِّمنا ممّا علَّمك الله.
وقال مُطَرِّف بن عبد الله: أصبغ أفقه من عبد الله بن عبد الحكم.
وروى عليّ بن قُديْد، عن شيخ له قال: كان بين أصْبَغ وبين ابن عبد الحَكَم مباعدة، وكان أحدهما ويرمي الآخر بالبُهتان.
وقال ابن وزير: كان أصبغ خبيث الّلسان، وربّما كان صاعقة.
ومن مناقب أصبغ: قال ابن قُدَيد: كتب المعتصم في أصبغ ليُحمل إليه في المحنة، فهرب واختفى بحُلْوان؛ رحمه الله.
وفيه يقول الجمل الشّاعر في مدح الخليفة:
وطَويتَ أصبغَ حِقْبَةً في بيتِه ... فَسَتَرته جُدْرَ البيوت السُّتَّرِ
أبدَلْتَهُ بِرِجاله وجُمُوعِه ... خَرْقًا مُقَاعَدَةَ النّساءِ الخُدَّرِ