قَالَ: فأُدخِلتُ عَلَيْهِ بُكْرةً وهو يُسَبّح، فقال: توضّأ. فتوضّأت ثلاثًا ثلاثًا، عَلَى ما روى عبْد خيرٍ، عَنْ عليّ. فقال: ما تَقُولُ في رَجُل مات عَنْ أبَوَيْن؟ فقلت: للأُمّ الثلُث والباقي للأب.
قَالَ: فإنْ خلّف أبَوَيْه وأخاه؟ قلت: المسألة بحالها، وسقط الأخ.
قَالَ: فإنْ خلَّف أبَوَيْن وأَخَوَيْن؟ قلت: للأمّ السُّدُس، وما بقي للأب.
فقال: في قول النّاس كلّهم؟ قلت: لَا، إنّ جدّك ابن عبّاس ما حجب الأمّ عَنِ الثُّلث إلّا بثلاثة إخوة.
فقال: يا هذا مَن نهى مثلَكَ عَنْ أن يأمر بالمعروف ويَنْهَى عَنِ المُنْكَر؟ إنّما نهينا أقوامًا يجعلون المعروف مُنْكَرًا. ثم خرجت.
وقال أبو بَكْر المَرُّوذِيّ، عَنْ أحمد بْن حنبل: إنّما رفع اللَّه عفّان وأبو نُعَيْم بالصِّدق حين نُوّه بذِكْرهما.
وقال أبو عُبَيْد الآجُرِّيّ: قلت لأبي داود: كَانَ أبو نُعَيْم حافظًا؟ قَالَ: جدًّا.
وقال هارون بن حاتم: سألت أبا نُعَيْم: متى وُلِدْت؟ قال: سنة تسعٍ وعشرين ومائة.
وقال أحمد بن مُلاعب: سمعته يقول: ولدت في آخر سنة ثلاثين ومائة.
قلت: ومات شهيدًا، فإنّه طُعِن في عُنقه وحصل له ورشكين.
وقال يعقوب بن شَيْبة، عن بعض أصحابه: إن أبا نُعَيْم مات بالكوفة ليلة الثُّلاثاء لانسلاخ شَعبان سنة تسع عشرة.
وقال غيره: مات في رمضان، ولا مُنَافَاةَ بين القَوْلَين، فإنّ مُطَيِّنًا رأَى أبا نُعَيم وخاطَبَه، وقال: مات يوم الشَّكّ من رمضان سنة تسع عشرة. وقد غلط محمد بن المُثَنَّى فخالف الجمهور وقال: مات سنة ثمان عشرة في آخرها.
وقال بِشْر بْن عبد الواحد: رَأَيْت أبا نُعَيْم في المنام فقلت: ما فعل الله بك؟ يعني فيما كَانَ يأخذ عَلَى الحديث.
قَالَ: نظر القاضي في أمري، فوجدني ذا عيالٍ فعفا عني.