وقال ابن مَعِين: ثقة، ولم يكن يُعرب.
وقال أبو داود: كان أبو عاصم يحفظ قدْر ألف حديث من جيّد حديثه، وكان فيه مُزَاح.
قال إسماعيل بن أحمد أمير خُراسان: سمعت أبي يقول: كان أبو عاصم كبير الأنف، فسمعته يقول: تزوّجت امرأةً. فعمدتُ لأُقَبِّلها، فمنعني أنفي، فقالت: نحّ رُكبتك. فقلت: إنّما هو أنْف.
قال غير واحد: تُوُفّي في ذي الحجّة في آخر أيام التشريق سنة اثنتي عشرة.
وقال بعضهم: سنة ثلاث عشرة، وأظنه غلطًا.
وقد جاوز التسعين بيسير.
قال ابن سعْد: كان ثقةً فقيهًا، مات بالبصرة ليلة الخميس لأربع عشرة خَلَت من ذي الحجّة.
قلت: غلط من قال: إنه مات سنة ثلاث عشرة وذلك؛ لأنه لم يصل خبرُ موته إلى بغداد إلا في سنة ثلاث عشرة، فَوَرّخه بعض المحدّثين فيها.
وأما البخاريّ فقال: مات سنة أربع عشرة في آخرها.
قال يزيد بن سِنان القزّاز: سمعتُ أبا عاصم يقول: كنت اختلف إلى زُفَر بن الْهُذَيْلِ، وَثَمَّ آخر يُكَنَّى أبا عاصم رثّ الهيئة يختلف إلى زُفَر. فجاء أبو عاصم يستأذن، فخرجتْ جاريةٌ فقالت: مَن ذا؟ قال: أنا أبو عاصم.
فدخلت فقالت لزُفَر: أبو عاصم بالباب.
قال: أيُّهما هو؟ فقالت: النبيل منهما.
فأذِنت لي فدخلتُ، فقال لي زُفَر: قد لقَّبتك الجارية بلقبٍ لَا أراه أبدًا يفارقك. لقَّبَتْك بالنّبيل. فلزِمني هذا اللَّقب. رواها غير واحد عن القزّاز.
قال محمد بن عيسى: سمعت أبا عاصم يقول: ما دلَّسْتُ قَطّ، إنّي لأَرجُم من يُدلّس.
وفي تهذيب الكمال، عن البخاريّ ما ذكرنا من وفاته. كذا قال.
وقال شيخنا عبد الله بن تَيْمية: بل ذكر البخاريّ وفاته سنة اثنتي عشرة غير مرّة.