وجلس وقال: هذا عالِمُنا ومعلّمنا منذ ثلاثين سنة.

فنحن كذلك إذ جاء خَلَفُ الأحمر فأكبّ على رأسه وقال: هذا عالمنا ومعلِّمنا منذ عشر سِنين.

وقال المازنيّ: سمعت أبا زيد يقول: وقفتُ على قصّاب فقلت: بكم البطنان؟ فقال: بمِصْفعان يا مضرطان! فغطَّيتُ رأسي وفَرَرْت.

وذكر أبو سعيد السِّيرافيّ أنّ أبا زيد كان يقول: كلّ ما قال سِيَبوَيْه: أخبرني الثّقة، فأنا أخبرته.

ومات أبو زيد بعد سِيبَويْه بنيِّف وثلاثين سنة قال: ويقال: إنّ الأصمعيّ كان يحفظ ثُلُث اللُّغَة، وكان أبو زيد يحفظ ثُلُثَيِ اللّغة، وكان الخليل يحفظ نصف اللُّغَة، وكان أبو مالك عَمْرو بن كركرة الأعرابيّ يحفظ اللُّغَة كلَّها.

وقال المبرّد: كان أبو زيد أعلم الثلاثة بالنَّحْو: أبو زيد، وأبو عُبْيدة، والأصمعيّ. وكان له حَلَقة بالبصْرة.

قال أبو موسى الزَّمِن، وأبو حاتم الرّياشيّ: مات سنة خمس عشرة.

زاد أبو حاتم: وله ثلاث وتسعون سنة.

وعن أبي زيد قال: أردت الانحدار إلى البصرة، فقلت لابن أخٍ لي: اكْتَرِ لنا. فنادي: يا معشر الملّاحون.

فقلت: ويلك، ما تقول؟ قال: أنا مُغْرى بحُبّ النَّصْب.

150- سعيد بن بُرَيْد التَّميميّ الصُّوفيّ العارف1:

أبو عبد الله النِّباجيّ الزاهد.

أخذ عن: الفضيل بن عِياض، وغيره.

حكى عنه: أحمد بْن أبي الحواري، وعبد الله بْن خُبَيْق الأنطاكيّ، والوليد بن عُتْبة الدمشقيّ، وغيرهم.

وكان عبدًا صالحًا، وعابدًا سائحًا. له أحوال وكرامات.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015