قَالَ: أصلح اللَّه القاضي أَنَا خَصِيّ.

قَالَ: فألزمه الولد، فأخذه عَلَى رقبته وانصرف، فلقيه صديق لَهُ خصيّ.

فقال: ما هذا؟

قَالَ: القاضي يفرق أولاد الزِّنا عَلَى الخصْيان.

وقال الحُسين بْن فهم: كانت لحية العَوْفيّ تبلغ إلى رُكْبته.

وعن زكريّا السّاجيّ قَالَ: اشترى رَجُل من أصحاب القاضي العَوْفيّ جاريةً، فغَاضَبتْه، فشكا ذَلِكَ إلى العَوْفيّ. فقال: انفِذْها إليّ. وقال لها العَوْفيّ: يا لَعُوب يا عَزُوب، يا ذات الجلاليب، ما هذا التمنُّع المُجانِب للخيرات والاختيار للأخلاق المشْنُوءات؟

قَالَتْ: أيّد اللَّه القاضي، ليست لي فيه حاجة، فمُرْهُ يبيعني.

فقال: يا هُنْيَة كل حكيم وبَحّاث عَنِ اللّطائف عليم. أما علمتِ أنّ فرط الاعتياصات من الموموقات عَلَى طالبي المودات، والباذلين الكرائم المصونات، مؤديات إلى عدم المفهومات؟

فقالت لَهُ: لَيْسَ في الدنيا أصلح لهذه العثنونات المنتشرات عَلَى صدور أهل الركاكات من المَوَاسي الحالقات. وضحكت، فضحك من حضر.

وكان العَوْفيّ عظيم اللّحية.

ولبعضهم:

لحية العَوْفيّ أبدت ... ما اختفي من حَسَن شعري

هِيَ لو كانت شراعًا ... لذوي متجر بحري

جعلوا السير من الص ... ين إليها نصف شهر

قَالَ خليفة: تُوُفّي سنة إحدى ومائتين.

وضعفه النَّسائيّ.

وقيل: مات سنة اثنتين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015