البيعة لإبراهيم بْن المهديّ:
في أولها بايع العباسيون وأهل بغداد إبراهيم بْن المهديّ، وخلعوا المأمون لكونه أخرجهم من الأمر وبايع بولاية العهد لعليّ بْن موسى الرِّضا، وأمرهم والدولة بإلغاء السَّواد ولْبس الخُضْرة.
فلمّا كَانَ يوم الجمعة خامس المحرَّم صعد إبراهيم بْن المهديّ، الملقب بالمبارك، المنبر. فأول من بايعه عُبَيْد اللَّه بْن العبّاس بْن محمد بْن عليّ بْن منصور بن المهديّ أخوه، ثمّ بنو عمّه، ثمّ القُوّاد1.
وكان المطِّلب بْن عَبْد اللَّه بْن مالك الخُزاعيّ هُوَ المتولّي لاجل البَيْعة. وسعى في ذلك، وقام به السِّنْديّ، وصالح صاحب الْمُصَلَّى، ونُصَيْر الوصيف.
خروج مهديّ الحروريّ عَلَى إبراهيم بْن المهديّ:
ثمّ بايع أهل الكوفة والسَّواد. وعسكر بالمدائن، واستعمل عَلَى جانبي بغداد العبّاس بْن موسى الهاشْميّ، وإِسْحَاق بْن موسى الهادي. فخرج عَلَيْهِ مهديّ بْن عُلْوان الحَرُورِيّ محكِّم، فجهّز لقتاله أبا إِسْحَاق بْن الرشيد، وهو المعتصم، فهزم مَهْديًّا2. وقيل: بل وجه لقتاله المطَّلب.
خروج أَبِي السرايا بالكوفة:
وخرج أخو أَبِي السّرايا بالكوفة، فلبس البياض، وتجمّع إِلَيْهِ طائفة، فلقيه غسان