ومن شِعْره:

سبحان ذي الملكوت أيَّةُ ليلةٍ ... مَخَضَت صبيحتُها بيوم الموقفِ

لو أنّ عينًا وَهَّمتْها نفسُها ... ما في المعاد مُحَصَّلا لم تَطْرفِ1

قَالَ الجمّاز: كَانَ أبو نواس نجلس معه في حلقة يونس، فينتصف منّا في النحو.

وقال أبو عمرو الشيباني: لولا أنّ أبا نواس أفسدَ شِعره بهذه الأقذار، يعني الخمور، لاحتججنا بِهِ في كُتُبنا.

ومن شِعْر أَبِي نواس:

يا قمرًا أبْصَرتُ في مأتمٍ ... يَنْدُب شَجْوًا بين أترابِ

تبكي فتُذْري الدُّرَّ مِن نرجسٍ ... وتلطم الوردَ بعُنّابِ

فقلت: لا تبكي عَلَى هالكٍ ... وآبكِ قتيلا لكِ بالبابِ

لا زال موتًا دأب أحبابه ... ولم تزل رؤيته دأبي2

ومن شِعْره في عليّ بْن موسى الرضا -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:

قِيلَ أنت أشعرُ الناسِ طُرّا ... في رويٍّ تأتي بِهِ وبَدِيهِ

فلماذا تركتَ مدحَ ابنِ موسَى ... والخلال التي تجمّعن فيه

قلت: لا أهتدي لمدح إمامٍ ... كَانَ جبريل خادمًا لأبيه

وله:

ألا كلّ حيّ هالكُ، وابنُ هالكٍ ... وذو نَسَب في الهالكين عريقِ

إذا امتحنَ الدُّنيا لبيب تكشَّفَت ... لَهُ عَنْ عدوٍّ في ثياب صديقِ3

وله:

فتًى يشتري الثناء بماله ... ويعلم أنّ الدائرات تدور

طور بواسطة نورين ميديا © 2015