قَالَ الجماعة: مات سنة خمسٍ وتسعين ومائة؛ وقيل: سنة أربع.
381- أبو معاوية الأسود1.
أحد الزهّاد، صحِب إبراهيم بْن أدهم والثَّوْريّ، وكان منقطعًا إلى العبادة.
حكى عَنْهُ: أحْمَد بْن أَبِي الحواريّ، وقاسم الجوعيّ، ومحمد بْن إِسْحَاق العكّاويّ، وغيرهم.
قَالَ قاسم الجوعيّ: اسمه يَمَان.
وقال يحيى بْن يحيى النَّيْسابوريّ: إنّ كَانَ بقي أحد مِن الأبدال فحُسين الْجُعْفيّ، وأبو معاوية الأسود. وكان بطَرَسُوس.
وقال ابن مَعِين: رأيته يلتقط الخرق ويغسلها ويلبسها.
وأغلظ لَهُ رَجُل فقال: أستغفر الله مِن ذنبٍ سلّطَكَ بِهِ عليّ.
قلت: ومن قول الفقراء: مِن جُنيَ عَليْهِ فليستغفر.
وفي الكرامات للالكائي أن أبا معاوية الأسود ذهبَ بصره، فكان إذا أراد أن يقرأ في المصحف ردّ الله عَليْهِ بصره2.
قَالَ ابن أَبِي الحواري: جاء جماعة إلى أَبِي معاوية الأسود فقالوا: ادْعُ لنا.
فقال: اللهم ارحمني بهم ولا تجرمهم بي.
عَبْد الرَّحْمَن بْن عفّان: سَمِعْتُ أبا معاوية يَقُولُ: مِن كانت الدنيا همّه طال في القيامة غمّه؛ ومن خاف الوعيد لها عَنِ الدنيا عمّا يريد؛ إنّ كنتَ تريد لنفسك الجزيل فلا تنم بالليل ولا تُقيل؛ بادِرْ بادر قبل أن ينزل بك ما تحاذر؛ أوه مِن يومٍ يتغّير فيه لوني، ويتلجلج فيه لساني، ويقلّ فيه زادي3.
382- أبو نُواس4.
هُوَ شاعر العصر أبو عليّ الحَسَن بْن هانئ، وقيل الحَسَن بْن وهْب الحكمي.