قَالَ: اتّقِ الله فيما ولاك، واحفظْه في رعاياك الّتي استرعاك، ولا تجعل الكفرَ بموضع الشُّكر، والعقابَ بموضع الثواب. فقد، والله، سهلت لك الوعور، وجُمعت عَلَى خوفك ورجائك الصُّدُور.

وشددت أَوَاخي مُلكك بأوثق مِن رُكني يَلَمْلَم.

فأعاده إلى محبسه، ثمّ أقبل علينا وقال: والله لقد نظرت إلى موضع السيف مِن عُنقه مرارًا، فمنعني مِن قتله إبقائي عَلَى مثله.

قَالَ: فأراد يحيى بْن خَالِد أن يضع مِن عَبْد المُلْك إرضاءً للرشيد، فقال لَهُ: يا عَبْد المُلْك بلغني أنّك حقود. قَالَ: أيُّها الوزير إنْ كَانَ الحِقْد هُوَ بقاء الخير والشّرّ، إنّهما لَبَاقيان في قلبي.

فقال الرشيد: ما رَأَيْت أحدًا أقبحَ للحقد بأحسن من هذا.

ويقال إنه إنما حبسه لمّا رآه نظيرًا لَهُ في أشياء مِن النُّبل والفصاحة.

مات بالرَّقَّة سنة ستٍ وتسعين ومائة. قاله خليفة بْن خيّاط.

188- عَبْد المُلْك بْن الصّبّاح المسْمعيّ الصَّنْعانيّ ثمّ البصْريّ -خ. م. ن. ت- أبو محمد.

عَنْ: ثور بْن يزيد، وابن عَون، وهشام بْن حسّان، وشُعْبَة، وجماعة.

وعنه: إسحاق بْن راهَوَيْه، وبُنْدار، ورُسْتَة، ومحمد بْن المُثَنَّى، ومحمد بْن يحيى الذُّهْليّ، وآخرون.

مات سنة مائتين.

قَالَ أبو حاتم: صالح الحديث.

189- عَبْد المُلْك بْن عَبْد الرَّحْمَن الصَّنْعانيّ الذَّماريّ1 -د. ن.

وذِمار من قُرى صنعاء.

روى عَنْ: إبراهيم بن أبي عبلة، وسفيان بْن سَعِيد، والأوزاعي، ومحمد بن جابر السُّحَيْميّ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015