والفروسية، والقوة، وترك الكلام فيما لا يعنيه، والإنصاف، وقلّّة الخلاف على أصحابه.
قال نعيم بن حماد: قال رجلٌ لابن المبارك: قرأتُ البارحة القرآن في ركعة.
فقال ابن المبارك: لكنّي أعرف رجلا لم يزل البارحة يردد {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} [التَّكَاثُرُ: 1] إلى الصُّبْح ما قدِر أن يتجاوزها، يعني نفسه.
قال نُعَيم: كان ابن المبارك إذا قرأ كتاب "الرقاق" يصير كأنّه ثور يَخُور من البكاء.
روى العبّاس بن مُصْعَب الحافظ، عن إبراهيم بن إسحاق البُنانيّ، عن ابن المبارك قال: حملتُ العلم عن أربعة آلاف شيخ، ورويت عن ألف. قال العبّاس: فتتبعتهم حتى بقي لي ثمانمائة شيخ له.
وقال حبيب الجلاب: سألت ابنَ المبارك: ما خيرُ ما أُعطي الإنسان؟ قال: غريزة عقل.
قلت: فإن لم يكن؟ قال: حُسْنُ أدب.
قلت: فإن لم يكن؟ قال: أخُ شفيق يستشيره.
قلت: فإن لم يكن؟ قال: صمتٌ طويل.
قلت: فإن لم يكن؟ قال: موتٌ عاجل.
وقال عَبَدان بن عثمان: قال عبد الله: إذا غلبت محاسن الرجال على مساوئه لم تُذكر المساوئ، وإذا غلبت المساوئ على المَحاسن لم تُذكر المحاسن.
قال نُعَيم: سمعتُ ابن المبارك يقول: عجِبت لمن يطلب العلمَ كيف تدعوه نفسه إلى مكرُمة.
وقال عَبَدان بن عثمان: سمعته يقول: وُلدتُ سنة تسع عشرة ومائة.
قال العبّاس بن مُصْعَب: كان عبد الله رجلا تاجرا من همدان من بني حنظلة، فكان إذا قدِم همدان يخضع لولده ويَعِظُهم.
وقال: وعن ابن المبارك قال: لنا في صحيح الحديث شُغل عن سقيمه.