طلحة فوجدوه في برج، فقاتل حتّى قتل جماعة، فأتوه بأمانٍ بخطّ عبد المؤمن، فسلَّم نفسه، وأتوه بِهِ، فقال أبو الأحسن، شيخ من العشيرة: أَنَا أتقرَّب بدمه.

فقال طلحة: ألم يَنْهكم المهديّ عَنْ إضاعة المال، وعليَّ ما يساوي مالًا كثيرًا، وقد أمركم المهديّ، فكيف تفسدوه بالدّم.

فقال أبو الأحسن: حلّوًا ثيابه وجرّدوه.

فأخرج في الحال سكّينًا من قَلَنْسُوَته، ووثب بها عَلَى أَبِي الأحسن والسّيف في يده، فلم يُغنِ عَنْهُ. وقتله طلْحة، فقتلوه، وماتا جميعًا.

"حرف العين":

85- عَبْد اللَّه بْن أحمد بْن عُمَر1.

أبو محمد القَيْسيّ، المالِقيّ، المعروف الوحِيديّ، القاضي.

روى عَنْ: أَبِي المطرّف الشّعبيّ، وأبي الحسين العَبْسيّ، وأبي عليّ الغسّانيّ.

وكان من أهل العلم والفهم. ولّي قضاء مالقة مدة حُمد فيها.

وتوفي عَنْ بضْعٍ وثمانين سنة.

قَالَ فيه أليَسَع بْن حزْم: طودٌ علا، أظهره سبوقه، وعلق فصل نفقت أبدًا سوقُه، فلا تُعجزه المَحَاضر، ولا يقطعه المُحاضر، فمن ذا الّذي يجاريه في الحديث والسُّنَن، ومعرفة الصّحيح والحَسَن. كنّا نقرأ عَلَيْهِ "صحيح مسلم"، فيُصلحه من لفْظه، ونجد الحقّ موافِقًا لحِفْظه، وإذا وقع غريب ذَكَر اختلاف المحدّثين فيها مَعَ اللُّغَويّين.

86- عَبْد الله بْن عَبْد المُعِزّ بْن عَبْد الواسع بْن عَبْد الهادي ابن شيخ الإسلام الأنصاريّ، أبو المعالي الهَروي.

شابٌ فاضل، مليح الوعْظ، لم يكن أهل بيته مثله في عصره، رَحَل بِهِ أَبُوهُ، وسمع المُسنَد من ابن الحُصين.

وبمكَّة من: عبد الله بْن محمد بن غزال.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015