وكان إذا سُئل عَنْ شيء فكأنّما الجواب عَلَى طَرَف لسانه، ويُورِد المسألة، بنصّها ولفْظها لقوَّة حافظته، ولم يكن للأندلس في وقته مثله، لكنّه كَانَ قليل البضاعة من العربيَّة رثّ الهيئة، خاملًا لخفَّةٍ كانت بِهِ. ولذلك لم يلحق بالمشاهير، ولا ولّوه شيئًا من أمور المسلمين، وعسى كَانَ ذَلكَ خيرًا لَهُ، رحمه الله.

وروى عَنْهُ "الموطّأ": أبو مُحَمَّد عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عُبيد اللَّه الحَجْريّ، وخَلَف بْن بَشْكُوال الحافظ، وأخوه محمد بْن بَشْكُوال، وأبو الحسن محمد بْن عبد العزيز الشَّقُوريّ1، ومحمد بْن إبراهيم بْن الفَخّار، ويحيى بْن محمد الفِهري البَلَنْسيّ، وخلْق سواهم.

قَالَ ابن بَشْكُوال2: كَانَ من أهل الحِفظ للفقه، والحديث، والرجال، والتّواريخ، مقدَّمًا في ذَلكَ عَلَى أهل عصره.

وتُوُفّي لثلاثٍ بقين من المحرَّم.

وهو قُرْطُبيّ، أصله من بِطروش.

69- أحمد بْن أَبِي الحسن بْن الباذِش3.

الإمام أبو جعفر بْن عليّ بْن أحمد بْن خَلَف الأنصاريّ، الغَرْناطيّ.

روى عَنْ: أبيه وأبي عليّ الصَّدفّي، وابن عَتّاب، وطبقتهم فأكثر، وتفنّن في العربيَّة - وكان من الحفاظ الأذكياء. خطب بغَرْناطَة، وحمل النّاس عَنْهُ. واشتهر اسمه.

مات في هذا العام ببلده كهْلًا أو في الشّيخوخة.

70- أحمد بْن عليّ بْن عبد الواحد4.

أبو بَكْر ابن الأشقر، البغدادي، الدلال.

ولد سنة سبع وخمسين وأربعمائة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015