كَانَ عالمًا، فهمًأ، فصيحًا، كثير المحفوظ، مهيبًا تام المروءة، متدينًا. قدِم بغداد وسمع: الطَّبَريّ، والتنوخي، وأبا الحَسَن الماوَرْدِيّ. وكان يقرئ كُتُب الأدب. تُوُفّي في المحرَّم بالبصرة. وقد سَمِعَ بالكوفة من: مُحَمَّد بْن عليّ بْن عَبْد الرَّحْمَن العَلَويّ. وبالبصرة من: الفضل بْن مُحَمَّد القصباني، وعيسى بْن موسى الأندلسيّ؛ وبواسط من: أبي غالب بْن أحمد بْن بِشْران.
وأملى مجالس بجامع البصرة. روى عَنْهُ: أبو القاسم بْن السَّمَرْقَنْديّ، وأبو عليّ بْن سُكَّرَة الصَّدَفيّ وقال: كَانَ من أعلم النّاس بالعربية واللّغة. وله تصانيف، ما رأيت مجلسًا أوقر من مجلسه. وَقَالَ السِّلَفِيُّ: أَنَا عَبْدُ الْمُؤْمِنِ بْنُ خَلَفٍ، عَنِ ابْنِ رَوَاجٍ، عَنْهُ قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ أَبُو الْفَرَجِ قَالَ: أنبا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ بِشْرٍ الْبَصْرِيُّ، أَنَا طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أنا أَبُو خَلِيفَةَ، نا مُسَدَّدٌ، عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، نا مُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "مَنْ أَسْلَمَ عَلَى يَدِ رجلٍ فَلَهُ وَلَاؤُهُ"1. قَالَ السِّلَفيّ: كَانَ من أجلّاء القُضاة، وبنى دارًا للعِلْم بالبصرة في غاية الحَسَن والزخرفة، ووقف بها اثني عشر ألف مجلَّدة، ثمّ ذهبت عند فتنة العرب والتُّرْك لمّا نُهْبت البصْرة.
348- المُعَمَّر بْن مُحَمَّد بْن عليّ بْن إسماعيل: أبو البقاء الكوفيّ، الحبّال2، الخزّاز، المعروف في بلده. بخُرَيْبَة. روى بالكوفة وبغداد عَن الكبار. سمع: القاضي جناح بْن نذير المُحَارِبيّ، وزيد بْن أَبِي هاشم العَلَويّ، وأبا الطَّيِّب أحمد بْن عليّ الجعفري.
روى عنه: عَبْد الوهّاب الأنماطي، وكثير بْن سماليق، والمبارك بْن أحمد الْأَنْصَارِيّ، وعبد الخالق اليُوسُفيّ، وابن ناصر، والسِّلَفيّ. قَالَ السّمعانيّ: شيخ ثقة، صحيح السّماع، انتشرت عَنْهُ الرّواية، وعُمّر حتّى روى كثيرًا. وقال: قليل السّماع، إلّا أَنَّهُ بُورك لَهُ فيما سمع. روى لنا عَنْهُ: أبو طاهر السِّنْجيّ، وأبو المعالي الحُلْوانيّ بمَرْو؛ وأبو القاسم إسماعيل الحافظ بأصبهان.