قال السمعاني: أَنَا عمّار بهمذان: ثنا مكّيّ الرُّمَيْليّ ببيت المقدس، ثنا موسى بْن الحُسين: حدَّثني رَجُل كَانَ يؤذّن في مسجد الخليل -عَلَيْهِ السّلام- قَالَ: كنت أُؤَذّن الأَذَان الصّحيح، حتّى جاء أمير من المصريين، فألزمني بأنْ أؤذّن الأذان الفاسد، فأذّنت كما أمرني، ونمت تِلْكَ الليلة، فرأيت كأنّي أذَّنت كما أمرني الأمير، فرأيت عَلَى باب القبة الّتي فيها قبر الخليل عليه السلام رجلًا شيخًا قائمًا، وهو يستمع أذاني. فلمّا قلت: مُحَمَّد وعليّ خير البشر، قَالَ لي: كذبت، لعنك اللَّه.

فجئت إلى رَجُل آخر غريب صالح فقلت: ما تحتشم من اللَّه تلعن رجلًا مسلمًا. فقال لي: واللَّه ما أَنَا لعنتك إِبْرَاهِيم الخليل لعنك1.

قَالَ ابن النجار: مكي بن عَبْد السّلام الْأَنْصَارِيّ المقدسيّ من الحفاظ، رحل وحصّل، وكان مفتيا عَلَى مذهب الشّافعيّ. سمع: أبا عَبْد اللَّه بْن سلْوان. قَالَ المؤتمن: السّاجيّ: كانت الفتاوى تجيئه من مصر، والسّاحل، ودمشق. وقال أبو البركات السَّقَطيّ: جمعت بيني وبينه رحلةُ البصرة، وواسط. وقد عرّض نفسه ليخرج "تاريخ بيت المقدس"، ولما أخذ الفرنجي القدس، وقبض عليه أسيرًا، ونودي عَلَيْهِ في البلاد ليُفْتَدَى بألف مثقال، لمّا علموا أَنَّهُ من علماء المسلمين، فلم يَفْتَدِه أحدٌ، فقُتِل بظاهر باب أنطاكية، رحمه اللَّه. وكان صدوقًا، متحريًّا، ثبتًا، كاد أنّ يكون حافظًا. وقال مكّيّ: ولدت يوم عاشوراء سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة وقال غَيْث الأرمنازيّ: حدَّثني مُحَمَّد بْن خَلَف الرَّمْليّ قَالَ: قُتِل مكّيّ بْن عَبْد السّلام، قَتَلَتْه الإفرنج بالحجارة في ثاني عشر سنة اثنتين وتسعين عند النزول، وكنت معهم إذا ذاك مأسورًا.

97- مقرّن بن عليّ بْن مقرّن بْن عَبْد العزيز: أبو القاسم الحنفيّ الفقيه2. أحد أعيان فقهاء إصبهان. روى عَنْ: ابن رندة. روى عَنْهُ: السِّلَفيّ، وقال: تُوُفّي في صفر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015