أحداث سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة:

دخول عسكر بَركيَارُوق الحلة:

لما سار بَركيَارُوق إلى خوزستان دخلها بجميع من معه وهم في حالٍ سيئة، ثمّ سار عسكره إلى واسط، فظلموا النّاس، ونهبوا البلاد وسار إلى خدمته الأمير صدقة بْن مُزْيَد صاحب الحلة.

إعادة الخطبة لبركياروق ببغداد:

ثمّ سار ودخل بغداد في سابع عشر من صَفَر، وأعيدت خطبته وتراجع إِلَيْهِ بعض الأمراء، ولم يؤاخذ كواهرئين، وخلع عَلَيْهِ، وقبض عَلَى وزير بغداد عميد الدولة ابن جهير، والتزم بحمل مائة وستين ألف دينار.

هزيمة بَركيَارُوق أمام أخيه محمد:

ثمّ سار بالعساكر إلى شهرزور، وانضم إِلَيْهِ عسكرٌ لجب، فالتقى الأخوان فكان محمد في عشرين ألفًا، وكان عَلَى ميمنته أمير آخر، وعلى مسيرته مؤيّد الملك والنظامية. وكان على ميمنة بركياروق كوهرائين، والأمير صدقة، وعلى مسيرته كبربوقا صاحب المَوْصِل، فهزم كوهرائين مَيْسَرة محمد، وهزم أميرٌ آخر بميسرة محمد ميمنة بَركيَارُوق، فعاد كوهرائين فكبا به الفرس، فأتاه فارس فقتله، وانهزمت عساكر بركياروق وذل، وبقي في خمسين فارسًا. وأسر وزيره الجديد الأعز أبو المحاسن، فبالغ مؤيد الملك وزير محمد في احترامه، وكفله عمادة بغداد، وإعادة الخطبة لمحمد، فساق إلى بغداد، وخطب لمحمد ثاني مرة في نصف رجب.

ترجمة سعْد الدولة كوهرائين:

وكان سعْد الدولة كوهرائين خادمًا كبيرًا محتشمًا، ولي بغداد وخدم ملوكها، ورأى ما لم يره أميرٌ من نفوذه الكلمة والعزّ. وكان حليمًا كريمًا حَسَن السيرة. وكان خادمًا تركيا للملك أَبِي كالَيْجَار بن سلطان الدولة بْن بهاء الدولة بْن عضد الدولة بن بويه. وبعث بِهِ أَبُوهُ مَعَ ابنه أَبِي نَصْر إلى بغداد، فلم يزل معه حتّى قدِم السلطان طغرلبك بغداد، فحبسه مَعَ مولاه. ثمّ خدم السلطان ألب أرسلان. وفداه بنفسه. وثب عَلَيْهِ يوسف الخوارزمي، وكان صاحب صلاة، وتهجدٍ، وصيام، ومعروف، رحمه اللَّه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015