مِنْ حُضُورِ مَجْلِسِهِ، وَقَعَدَ فِي بَيْتِهِ، نَفَّدَ إِلَيْهِ الْقَاضِي أَبُو يُوسُفَ الْقَزْوِينِيُّ الْمُعْتَزَلِيُّ1: مَا عَزَلَكَ الْخَلِيفَةُ، إِنَّمَا عَزَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

قَالَ: كَيْفَ ذَلِكَ؟ قَالَ: لِأَنَّهُ قَالَ: "لَا يَقْضِي الْقَاضِي بَيْنَ اثْنَيْنِ وَهُوَ غَضْبَانُ" 2. وَأَنْتَ طُولُ عُمْرِكَ غَضْبَانُ.

وقال محمد بن عبد الملك الهَمَذَانيّ: كان حافظًا لتعليقة أبي الطّيّب، كأنّها بين عينيه، لم يقبل من سلطانٍ عطيّةً، ولا من صديقٍ هديّة. وكان يُعاب الحِدّة وسوء الخُلُق.

وقال أبو عليّ بن سُكَّرَة: ورعٌ زاهدٌ، وأمّا العِلْم فكان يقال: لو رُفِع مذهب الشّافعيّ أمكنه أن يُمْليه من صدْرِه3.

علّق عنه القاضي أبو الوليد الباجيّ.

قال عبد الوهّاب الأنْماطيّ: كان قاضي القضاة الشامي حسن الطريقة، ما كان يتبسم في مجلس قضائه.

قال السّمعانيّ: تُوُفّي في عاشر شعبان، ودُفِن في تربةٍ له عند أبي العباس بن سريح. وله ثمانية وثمانون عامًا.

292- محمد بن أبي نصر فتُّوح بن عبد الله بن فتُّوح بن حُمَيْد بن يصل4.

الحافظ أبو عبد الله الأزْديّ الحُمَيْديّ الأندلسيّ المَيُورقيّ.

ومَيُورقة جزيرة قريبة من الأندلس.

سمع بالأندلس، ومصر، والشّام، والحجاز، وبغداد واستوطنها.

وكان من كبار أصحاب أبي محمد بن حزْم الفقيه.

قال: ولدت قبل العشرين وأربعمائة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015