قال: مَن تَعْني؟ قال: أنا وأنت.
وقال أبو عليّ بن سُكَّرَة الصَّدَفيّ: أبو يوسف القَزْوينيّ كان معتزليًّا داعيةً، كان يقول: لم يبقَ مَن ينصُرُ هذا المذهبَ غيري، وكان قد بلغ من السّنّ مبلغًا يكاد أن يُخفى في الموضع الّذي كان يجلس فيه، وله لسانٌ شاب1.
ذكر لي أن تفسيرًا في القرآن في نحو ثلاثمائة مجلد، سبعة منها في سورة الفاتحة. كان عنده جزءٌ ضخمٌ، من حديث محمد بن عبد الله الأنصاريّ، رواية أبي حاتم الرّازيّ، عنه، كنتُ أودّ أن يكون عند غيره بما يشقّ عليّ.
قرأت عليه بعضه، رواه عن القاضي عبد الجبّار المعتزليّ، عنه.
وكان سبب مَشْيي إليه أنّ شيخنا ابن سوار المقرئ سألني أنْ أمضي مع ابْنَيه لأُسْمِعَهُمَا عليه، فأَجَبْتُه، وقرأ لهما شيئًا من حديث المحاملي، وأنا أنّه سمع ذلك سنة سبعٍ وتسعين وثلاثمائة، وهو ابن أربع سِنين أو نحوها2.
قال لي: كنتُ في سنّ هذا، يعني وَلَد شيخنا ابن سِوَار، وكنتُ أعقل من أبيه.
وكان لا يُسالم أحدًا من السَّلَف؛ وكان يقول لنا: أُخرجوا تدخل الملائكة يريد المحدِّثين.
قال: ولم أكتب عنه حرفًا؛ يعنى ابن سُكَّرَة أنّه لا يحدِّث عنه؛ وقد روى عنه شِعْرًا، وذكره في مشيخته.
قال شجاع الذُّهْليّ: أبو يوسف القَزْوينيّ أحد شيوخ المعتزلة، عاش ستًّا وتسعين سنة، ذكر لي أنّ مولده في سنة ثلاثٍ وتسعين وثلاثمائة.
وقل ابن ناصر: مات في رابع عشر ذي القعدة، وقال مرةً: ولدت نصف شعبان.
173- عبد الصمد بن أحمد ابن الرُّوميّ:
أبو القاسم البغداديّ.
سمع: أبا عليّ بن شاذان.