أبو نصر الكُرْكَانْجيّ المَرْوَزِيّ، الأستاذ المقرئ، صاحب أبي الحسين الدّهّان.
قال أبو سعْد السّمعانيّ: كان إمامًا في علوم القرآن، له مصنفات في ذلك مثل كتاب "المعول" وكتاب "التذكرة"1 طوف الكثير إلي العراق، والحجاز، والشام، والجزيرة، والسواحل في القراءة علي الشيوخ، إلي أن صار أوحد عصره، وكان زاهدًا ورِعًا.
حكى لي بعض المشايخ أنّ أبا نصر المقرئ قال: غرِقْتُ نوبةً في البحر2، فكنت أغوص3 في الماء، ويلعب بي الموج، فنظرتُ إلى الشّمس، فرأيتها قد زالت.
قال: فغصتُ في الماء، ونويت فَرْضَ الظُّهر، وشرعت في الصّلاة، فخلَّصني الله ببَرَكَة ذلك.
قرأ بمَرْو على أستاذه أبي الحسن عبد الله4 بن محمد الدّهّان؛ وبنَيْسابور على: محمد بن عليّ الخبّازيّ، وسعيد بن محمد المعدّل؛ وببغداد على أبي الحسن الحمّاميّ مُسْنِد العراق في القراءات، وبالموصل على الحسين بن عبد الواحد المعلّم، وبحَرّان على أبي القاسم عليّ بن محمد الشّريف الزَّيْديّ، وبدمشق على الحسين بن عُبَيْد الله الرُّهاويّ، وبصور على أحمد بن محمد المصريّ، وبمصر على إسماعيل بن عَمْرو بن راشد الحداد.
مولده في سنة تسعين وثلاثمائة تقريبًا، وَتُوُفِّي في ذي الحجّة سنة أربعٍ وثمانين، فالله أعلم، والصّواب الأوّل5.
ذكره مؤرّخ خُوارَزْم.
أخذ عنه خلْق كثير.
129- محمد بن الحسين بن أحمد بن الهيثم6.