وكان أبو الطّيّب يقول: أبو عبد الله الدّامَغَاني أَعْرفُ بمذهب الشّافعيّ من كثيرٍ من أصحابنا.
قال: وكان عندنا بدامَغَان أبو الحَسَن صاحب أبي حامد الإسفرائينيّ، يعني فاستفاد منه الدّامَغَانيّ. وكان الدّامَغَانيّ قد جمع الصّورة البهيّة، والمعاني الحسنة من الدّين والعقل والعِلْم والحِلْم، وكَرَم المعاشرة للنّاس، والتّعصُّب لهم. وكانت له صَدَقات في السّرِّ، وإنصافٌ في العِلْم لم يكن لغيره. وكان يورد من المداعبات في مجلسه والحكايات المضحكة في تدريسه نظيرَ ما يورده الشّيخ أبو إسحاق الشّيرازيّ، فإذا اجتمعا صار اجتماعهما نُزْهة.
عاش ثمانين سنة وثلاثة أشهر وخمسة أيّام، وغَسَله أبو الوفاء ابن عَقِيل الواعظ، وصاحبه الفقيه أبو ثابت مسعود بن محمد الرّازيّ، وصلّى عليه ولده قاضي القُضاة أبو الحَسَن على باب داره بنهر القلَّايين.
ولقاضي القُضاة أصحاب كثيرون انتشروا بالبلاد، ودرَّسوا ببغداد فمنهم أبو سعْد الحَسَن بن داود بن بابشاذ المصريّ، ومات قبل الأربعين وأربعمائة.
ومنهم نور الهدى الحسين بن محمد الزَّينبيّ، ومنهم أبو طاهر الياس بن ناصر الدَّيلميّ. ومات في حياته منهم أبو القاسم عليّ بن محمد الَّرحبيّ ابن السَمَنانيّ، وآخرون فيهم كَثْرة ذكرهم ابن عبد الملك الهَمَذانيّ.
تُوُفّي في رابع وعشرين رجب. ودُفن في داره بنهر القلَّايين، ثمّ نُقِل ودُفن في القُبّة إلى جنب الإمام أبي حنيفة رحمهما الله.
264- محمد ن عَمْر بن محمد بن أبي عَقِيل1.
أبو بكر الكَرَجيّ الواعظ. وُلِد بالكَرَج سنة أربع وأربعمائة ورحل إلى إصبهان فسمع مُعْجَم الطَّبرانيّ، عن شيوخه من أبي ريذة.
وسمع بالشّام من: محمد بن الحسين بن التُّرجمان، والسَّكن بن جُمَيْع، وجماعة.
روى عنه: الفقيه نصر، وهبة الله بن طاوس.
وتُوُفّي في رجب بدمشق.