شاعر الأندلس. كان هو وابن زيدون الأندلسيّ القُرْطُبيّ كَفَرَسَيْ رِهان. وكان ابن عمّار قد اشتمل عليه المعتمِد بن عبّاد، وبلغ الغاية القصوى، إلى أن استوزره، ثمّ جعله نائبًا له على مَرْسِية، فعصى بها على المعتمد، فلم يزل يحتال عليه ويتلطف إلى أن وقع في يده، فذبحه صبرًا بيده، لعصيانه، ولكونه هجا المعتمِد وآباءه، بقوله:

مما يُقَبِّحُ عندي ذِكْر أندلسٍ ... سماعُ معتمدٍ فيها ومُعْتَضِد

أسماءُ مملكةٍ في غير موضعها ... كالهرّ يَحكي انتفاخًا صَوْلَةَ الأسدِ

وقيل: قتله في سنة تسعٍ وسبعين.

ومن شعره:

أَدرِ الزُّجاجة فالنّسيمُ قد انْبَرى ... والنَّجم قد صرف العِنانَ عن السُّرى

والصُّبح قد أهدى لنا كافورِهُ ... لمّا استردّ اللَّيل منّا العنبرَا

ومنه:

ملكٌ إذا ازدحم الملوكُ بموردٍ ... ونَحَاهُ لا يردوه حتّى يصدُرا

أنْدَى على الأكباد من قَطْرِ النَّدى ... وأَلَذُّ في الأجفان من سِنة الكرى

قدَّاح زند المجد لا ينفكُّ من ... نار الوَغَى إلَّا إلى نار القِرى

جلَّلت رمحك من رؤوس كُمَاتِهِم ... لمّا رأيت الغُصْنَ يُعَشْق مُثِمرًا

والسَّيف أفصحُ من زيادٍ خُطْبةً ... في الحرب إنْ كانت يمينُك مِنْبَرا1

وله:

عليَّ وإلَّا ما بكاءُ الغمائمِ؟ ... وفيَّ وإلَّا ما نِياحُ الحمائمِ؟

وعنيّ أثارَ الرَّعد صَرْخَةَ طالبٍ ... لثأرٍ وهزَّ البْرقُ صفحة جارم

وما لبست زهر النُّجوم جدادها ... لغيري ولا قامت له في مأتمِ

ومنه:

أبى الله أنْ تَلْقاه إلَّا مقلَّدًا ... حَمِيلةَ سيفٍ أو حمالة غارم2

طور بواسطة نورين ميديا © 2015