فظهر به علّةٌ من الأمراض الحادّة، وامتدّت مدّة مرضه ستة أشهر، إلى أن ضعف ومات في سادس ذي القعدة قبل أمّه بأربع سنين، وهي فاطمة بنت الدّقّاق.

قال عبد الغافر: هو أكبر الإخوة، من لا ترى العيون مثله في الدُّهور، ذو حظٍّ وافر من العربيّة، وحصّل الفقه، وبرع في علم الأصول بطبْع سيّال، وخاطر، إلى مواقع الإشكال ميّال، سباق إلى درَك المعاني، وقاف على المدارك والمباني.

وأمّا علوم الحقائق فهو فيها يشقّ الشَّعر.

قلت: وطوّل ترجمته.

206- عبد الرحمن بن محمد بن عفيف1.

أبو منصور البّوشنجيّ الهَرَويّ، المعروف بكُلّاريّ.

سمع: عبد الرحمن بن أبي شُرَيْح.

وقيل: إنّه آخر من روى عَنْهُ.

روى عَنْهُ: أَبُو الوقت، ووجيه الشّحّاميّ، وأبو عليّ الحَسَن بن محمد بن السَّنجبستيّ، ومحمد وفضيل ابنا إسماعيل الفُضَيْليّان، وضحاك بن أبي سعْد الخباز، وزهير بن عليّ بن زهير الجذاميّ السرَّخسيّ، وعبد الجليل بن أبي سعْد.

وقع لنا من طريقه بعُلُوّ حكايات شُعْبة للبَغَويّ. وكان صالحًا معمَّرًا.

مات في رمضان ببُوشَنْج.

207- عبد السّيّد بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَحْمَدَ بن جعفر2.

ابن الصّبّاغ الفقيه أبو نصر البغداديّ الشّافعيّ، فقيه العراق، ومصِّنف كتاب "الشامل".

كان يقدَّم على الشّيخ أبي إسحاق في معرفة المذهب. ذكره السّمعانيّ فقال: ومن جملة التّصانيف الّتي صنَّفها: "الشّامل"، و"الكامل"، و"تذكرة العالم والطريق السالم".

قال: وكان يضاهي أبا إسحاق. وكانوا يقولون: هو أعرف بالمذهب من أبي إسحاق. وكانت الرحلة إليهما في المختلف والمتفق.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015