قال الغساني: كان شيخنا مِمَّنْ عُنِيَ بتقييد العلم وضبطه، ثقة فيما يروي، كتب أكثر كُتُبه بخطّه، وكان مليح الكتابة.
وقال أبو الحسن بن مغيث: كانت كتبه في نهاية الإتقان، ولم يزل مثابرًا على حمل العلم وبثه، والقعود لإسماعه، والصبر على ذلك مع كِبَر السنّ.
أَخَذَ عَنْهُ الكبار والصغار لطول سنِّه.
قال: وقد دُعِيَ إِلَى القضاء بقُرْطُبة فأبى، وكان فِي عِداد المشاورين بها، وممن روى عن حاتم: أبو مُحَمَّد بْن عَتّاب.
وكان أسند من بالأندلس فِي زمانه.
توفي -رحمه الله- في عاشر ذي القعدة.
284- حيان بْن خلف بْن حُسَيْنِ بْن حيان1:
أبو مروان القرطبي، مَوْلَى بني أمية. شيخ الأدب ومؤرخ الأندلس.
لزم الشَّيْخ أَبَا عُمَر بْن أَبِي الحُباب النحوي صاحب الفالي، وأبا العلاء صاعد بْن الْحَسَن.
وسمع الحديث من: أَبِي حَفْص عُمَر بْن حُسَيْنِ بْن نابل، وغيره.
ورَوَى عَنْهُ: أبو مُحَمَّد عَبْد الرَّحْمَن بْن عتاب، وأبو الْوَلِيد مالك بْن عَبْد الله السهلي، وأبو علي الغساني، ووصفه بالصدق وقال: وُلِدَ سنة سبع وسبعين وثلاثمائة.
وقال أبو عبد اللَّه بْن عَوْن: كان أبو مروان بْن حيّان فصيحًا بليغًا، وكان لا يتعمَّد كذِبًا فِيما يحكيه فِي تاريخه من القصص والأخبار.
قلت: له كتاب "المقتبس فِي تاريخ الأندلس" فِي عشر مجلَّدات، وكتاب "المتين فِي تاريخ الأندلس" أيضًا ستين مجلّدًا، ذكرهما ابن خلِّكان القاضي -رحمه اللَّه.
ورآه بعضهم فِي النوم، فسأله عن "التاريخ" الَّذِي عمله، فقال: لقد ندِمُت عليه، إلا أنَّ اللَّه أقالني وغفر لي بلُطْفه.
توفِّي فِي أواخر ربيع الأول.