رواية ابن الجوزي:
قال سبط الجوزي: انهدمت مائة ألف دار وأكثر، وبقيت بغداد مَلَقَةً واحدة، وانهدم سورها، فكان الرجل يقف في الصحراء فيرى التاج.
ونهب للناس ما لا يحصيه إلا اللَّه، وجرى على بغداد نحو ما جرى على مصر من قريب.
رواية ابن الصابئ:
قال ابن الصابئ في "تاريخه": تشققت الأرض، ونبع منها الماء الأسود، وكان ماء سخطٍ وعقوبة، ونهبت خزائن الخليفة، فلما هبط الماء أُخْرِجَ الناس من تحت الهدْم، وعلا الناسَ الذُّلُّ، ثم فسد الهواء بالموتى، ووقع الوباء، وصارت بغداد عِبْرةً ومَثَلًا.
أخْذُ صاحب سمرقند مدينة تِرْمِذ:
وكان صاحب سَمَرْقَنْد خاقان ألتكين قد أخذ ترمذ بعد قتل السلطان ألب أرسلان، فلمَّا تمكَّن ابنه ملكشاه سار إلى ترمذ وحصرها، وطمَّ خندقها، ورماها بالمنجنيق، فسلموها بالأمان. فأقام فيها نائبًا، وحصَّنها وأصلحها، وسار يريد سمرقند، ففارقها ملكها وتركها، وأرسل يطلب الصُّلْح ويضرَّع إلى نظام الملك ويعتذر، فصالحوه.
وفاة إياس ابن صاحب سمرقند:
وسار ملكشاه بعد أن أقطع أخاه شهاب الدين تكِش بلْخ وطخارِسْتان، ثم قدِمَ الري، فمات ولده إياس، وكان فيه شر وشهامة، بحيث أن أباه كان يخافه، فاستراح منه.
بناء قلعة صَرْخَد:
وفيها بنيت قلعة صرخد، بناها حسَّان بن مسمار الكلبي1.