وقال تلميذه عليّ بن نصر العُكْبَريّ:
رفع اللَّه رايةَ الْإِسلام ... حين رُدَّت إلى الأجلّ الإمام
التقي النقي ذي المنطق الصا ... ئب في كلّ حجّةٍ وكلام
خائفُ مُشفقٌ إذا حضر الخصما ... ن يخشى من هَوْل يوم الخصام
في أبيات1.
ولم يزل جاريا على سديد القضاء وإنفاذ الأحكام حتَّى توفِّي.
ولو شرحنا قضاياه السَّديدة كانت كتابًا قائِمًا بنفسه.
وقد قرأ القُرآن بالقراءات العشر، ولقد حضر النَّاس مجلسه وهو يُملي الحديث على كُرسيِّ عبد اللَّه ابن إمامنا أَحْمَد، فكان المُبلِّغون عنه والمستملون ثلاثة: خالي أبو محمد، وأبو منصور الأنباريّ، وأبو عليّ البَرَدَانيّ.
وأخبرني جماعة ممن حضر الْإِملاء أنهم يسجدوا على ظهور النَّاس، لكثرة الزَّحمة في صلاة الجمعة، وحُزر العدد بالَألوف، وكان يومًا مشهودا2.
وحضرتُ أنا أكثر أماليه.
وكان يُقسّم ليله أقسامًا: قسم للمنام، وقسم للقيام، وقسم لتصنيف الحلال والحرام3.
ومن شاهد ما كان عليه من السَّكينة والوقار، وما كسا اللَّه وَجْهَهُ من الأنوار، شهد له بالدّين والفضل ضرورة.
وتفقَّه عليه: أبو الحسن4 البغداديّ، والشَّريف أبو جعفر الهاشميّ، وأبو الغنائم بن الغباريّ، وأبو عليّ بن البنَّا، وأبو الوفاء بن القوَّاس، وأبو الحسن النّهريّ، وأبو الوفاء بن عَقِيل، وأبو الحسن بن جدَّا5 العُكْبَرِيّ، وأبو الخطَّاب الكلوذاني، وأبو