بَعُدَ صِيتُهُ، وقيل: إنّ تصانيفه ألف جزء، سمعها الحافظان ابن عساكر، وابن السَّمعانيّ من أصحابه.

وأقام مُدَّة بِبَيْهَق يصنِّف كُتُبَه، ثم إنّه طُلِبَ إلى نَيْسَابور لِنَشْر العلم بها فأجاب، وذلك في سنة إحدى وأربعين وأربعمائة، فاجتمع الأئِمَّة وحضروا مجلسه لقراءة تصانيفه.

وهو أوَّل من جمع نصوص الشّافعيّ، واحتجَّ لها بالكتاب والسُّنّة.

وقد صنَّف "مناقب الشَّافعيّ" في مجلد، و"مناقب أَحْمَد" في مُجلَّد، وكتاب "المدخل إلى السُّنن الكبير"، وكتاب "البعث والنُّشور" في مُجلَّد، وكتاب "الزُّهد الكبير" في مُجَلّد وسط، وكتاب "الاعتقاد" في مُجلَّد، وكتاب "الدَّعوات الكبير"، وكتاب "الدّعوات الصغير"، وكتاب "التّرغيب والتّرهيب"، وكتاب "الآداب"، وكتاب "الْإِسراء"، وله "خلافيّات" لم يُصَنَّف مثلها، وهي مُجلَّدان، وكتاب "الأربعين" سمعته بعلوٍّ.

قال عبد الغافر1: كان على سيرة العُلماء، قانِعًا من الدُّنيا باليسير، متجمِّلًا في زُهْدِهِ وورعه، عاد إلى النّاحية في آخر عُمْرِه، وكانت وفاته بها، وقد فاتني السَّماع منه لغيبة الوالد، ولانتقال الشّيخ آخر عمره إلى النّاحية، وقد أجاز لي.

وقال غير عبد الغافر: قال إمام الحَرَمَيْن: ما من شافعيٍّ إِلَّا وللشافعيّ عليه منَّة إلّا البيهقي، فإنَّ له على الشّافعيّ مِنّة لتصانيفه في نْصُرة مذهبه2.

قلت: كانت وفاته -رحمه اللَّه- في عاشر جُمَادَى الأُولَى بنَيْسَابُور.

ونُقِل تابوته فدُفِنَ بِبَيْهَق3، وهي ناحية كَحْوران، على يومين من نَيْسَابور وخسروجِرْد أُمّ تلك النّاحية4.

198- أَحْمَد بن محمد5:

أبو العبَّاس الشّقّانيّ الحسنويّ الصُّوفيّ المُتكلِّم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015