الوزير عميد المُلك، أبو نصر الكُنْدري1، وزير السُّلطان طُغرلْبك.

كان أحد رجال الدَّهر شهامةً وكتابةً وكرمًا.

قُتل بمَرو الرُّوذ في ذي الحجّة، وكان قد قطع مذاكِره ودَفَنَها بخُوارزم لأمرٍ وقع له، فلمَّا قتلوه حملوا رأسه إلى نَيْسَابُور، نَسْأَلُ اللَّه العافية.

وقد سمَّاه أبو الحسن محمد بن الصابي في "تاريخه"، وعليّ بن الحسن الباخَرْزي في "دمْية القصر": منصور ابن محمد.

وقال أبو الحسن الهَمَدَانيّ في كتاب "الوزراء": أبو نصر محمد بن محمد بن منصور.

وكُندُر قَرْيَة مِن نَوَاحي نَيْسَابُور، بها وُلد سنة خمس عشرة بها.

وتفقَّه لَأبي حنيفة، وتأدَّب، ثم صحب رئيسًا بنَيْسابور، فاستخدمه في ضياعه، ثم استنابه عنه في خدمة السُّلطان طُغرلْبك، فطلبه منه، فوصل في خدمته، وصار صاحب خبرة، ثُمّ ولاه خُوارَزم، وعظُم جاهه.

وعصى خُوارَزم، ثم ظفر به السُّلطان، ونقم عليه أنَّهُ تزوَّج امرأة ملك خُوارَزم فخصاه، ثمّ رقّ له فداواه وعوفي. واستوزره وله إحدى وثلاثون سنة.

وقدِم بغداد، وأقام بها مُدَّة، ولقَّبهُ الخليفة "سيِّد الوزراء".

ونال من الجاه والحُرمة ما لم ينلْه أحد.

وكان كريمًا جوَّادًا، متعصِّبًا لمذهبه، مُعتزليًّا مُتكلِّمًا، له النظْم والنَّثر، فلمّا مات طُغرلبك وتسلطن ابن أخيه ألْبُ أرسلان أقرَّه على وزارته قليلًا، ثم عزله، واستوزره نظام المُلك.

ومن شِعره في غلامٍ له:

أنا في غَمْرة حُبِّهِ ... وهو مشغولٌ بلعبهْ

صانه اللَّه فما أكثر ... إعجابي بعجبهْ

لو أراد الله نفعًا ... وصلاحًا لمحبهْ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015