خرشيد قوله، وأبا طاهر المخلّص، وأحمد بن فِراس العبْقسيّ. وكان ثِقةً، صحِب القاضي أبا بكْر بن الباقِلّانيّ، ودرس عليه الأُصُول.

ودرس الفقه على أبي حامد الإسفرائيني.

وقرأ بالروايات، وولي قضاء إيْذَج1، ولهُ مصنَّفات كثيرة، وكان من أحسن النّاس تلاوةً.

كتبنا عنه، وكان وجيز العبارة في المُناظرة، مع تديُّن وعِبَادةُ ووَرَع بيِّن، وحُسن خُلُقٍ، وتقشُّف ظاهر.

أدرك رمضان سنة سبع وعشرين وأربعمائة ببغداد، فصلى بالناس التروايح في جميع الشّهر، فكان إذا فَرَغَها لا يزال يُصلّي في المسجد إلى الفجر، فإذا صلَّى درَّس أصحابه.

وسمعته يقول: لم أضع جنبي للنّوم في هذا الشّهر ليلًا ولا نهارًا. وكان ورده لنفسه سبعًا مُرَتّلًا.

قال ابن عساكر2: سمعتُ ببغداد من يحكي أنَّ أبا يَعْلَى بن الفرّاء، وأبا محمد التميميّ شيخي الحنابلة كانا يقرءان على أبي محمد بن اللبَّان في الأصول سِرًّا، فاجتمعا يومًا في دِهليزه فقال أحدهما لصاحبه: ما جاء بك؟ قال: الّذي جاء بك، وقال: أكتُم عليّ وأكتُم عليك.

ثُمّ اتفقا على أن لَا يعودا إليه خوفًا أن يطَّلع عوامّهم عليهما.

وقال الخطيب3: سمعته يقول: حفظت القرآن ولي خمس سِنين، وأحضرت مجلس أبي بكر بن المقرئ ولي أربع سِنين، فتحدّثوا في سماعي، فقال ابن المقرئ: اقرأ "والمُرْسَلات". فقرأتها ولم أغلط فيها. فقال: سمِّعوا لهُ والعهدة عليَّ.

قال الخطيب4: ولم أرَ أجود ولا أحسن قراءة منه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015