وقال المُغاميّ: كان أبو عمرو مُجاب الدّعوة، مالكيِّ المذهب1.
وذكره الحُمَيْدِي فقال2: محدِّث مُكثِر، ومُقرئ متقدِّم، سمع بالَأندلس والمشرق، وطلب علم القراءات، وألَّف بها تواليف معروفة، ونظمها في أرجوزة مشهورة.
قلت: وما زال القرَّاء مُعترفين ببراعة أبي عمرو الدَّانيّ وتحقيقه وإتقانه، وعليه عمدتهم فيما ينقله من الرَّسم والتَّجويد والوجوه.
لهُ كتاب "جامع البيان في القراءات السّبع وطُرُقها المشهورة والغريبة"، في ثلاثة أسفار، وكتاب "إيجاز البيان في أصول قراءة ورْش"، في مُجلَّد كبير، وكتاب "التلخيص في قراءة ورش" في مجلَّد متوسط، وكتاب "التيسير"، وكتاب "المقنع" وكتاب "المحتوى في القراءات الشواذ" في مُجلَّد كبير، وكتاب "الأرجوزة في أصول السُّنّة" نحو ثلاثة آلاف بيت، وكتاب "معرفة القُرَّاء" في ثلاثة أسفار، وكتاب "الوقف والابتداء".
وبلغني أنَّ مصنّفاته مائةٌ وعشرون تصنيفًا.
ومن نظمه في "عُقُود السُّنّة":
كلَّم موسى عبدَه تكليما ... ولم يَزَل مُدبّرًا حكيما
كلامُهُ وقولُهُ قديمٌ ... وهُوَ فَوْقَ عرشِهِ العظيمُ
والقولُ في كتابه المفصَّل ... بأنَّهُ كلامُهُ المنزَّل
على رسوله النّبيّ الصادق ... ليس بمخلوقٍ ولا بخالق
من قال فيه أنّه مخلوقُ ... أو مُحْدَثٌ فقولُهُ مُرُوقُ
والوقفُ فيه بدعةٌ مُضلة ... ومثلُ ذلك اللَّفظ عند الجلَّة
كلا الفَريقيّْن مِن الجهميَّة ... الواقفون فيه واللَّفْظيهْ
أَهْوِنْ بقَوْل جَهْمٍ3 الخَسيسِ ... وواصل4 وبشر المريسي5