فَلَمّا أنْ رُحْتُ إليه، فإذا بِنَسْناسٍ مع الأعوان، فقال: أَنَا باللَّه وبك.

فقلت: خَلُّوه. فخلّوه، فخرج يعدو. و [إنّما] [1] يرعون نبات الأرض.

فَلَمّا حضر الغد قال: استعدّوا للصَّيد، فإنّا خارجون. فلمّا كان السَّحَر سمعنا قائلا يقول:

أَبَا مخمر [2] ، إنّ الصُّبْح قد أسْفر، واللّيل قد أدْبر، والقانص [3] قد [حضر] [4] فعليك بالوَزَر.

فقال: كلى ولا تُراعي.

فقال الغلمان: يا أَبَا مخمر. فهرب، وله وجهُ كوجه الْإِنْسَان، وشَعَرات بيضٌ فِي ذَقْنه، ومثل اليد فِي صدره، ومثل الرِّجْل بين وَرَكَيْه. فأَلَطَّ [5] به كَلْبان وهو يقول:

إنّكما [حين] [6] تجارياني [7] ... أَلْفَيتماني خَضِلا عناني

لَوْ بي شبابٌ ما مَلَكْتُماني ... حَتَّى تموتا أو تُفَارِقاني [8]

قال: فأخذاه.

قال: ويزعمون إنّهم ذبحوا منها نَسْناسًا، فقال قائل منهم: سبحان اللَّه ما أحْمر دمَه.

فقال نَسناسٌ من شجرة: كان يأكل السُّمّاق.

فقالوا: نَسناس خذوه.

فأخذوه وقالوا: لو سكتَ، ما عُلِم به.

فقال آخر من شجرة: أناصميميت.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015