من القراءة عاد إلى منزله، فتوضّأ وانصرف إلى المسجد، وقام على رِجْلَيه يصلّي إلى الزّوال، وأنا معه فِي المسجد. ثُمَّ رجع إلى منزله فتوضّأ وانصرف إلى المسجد، فصلّى بنا الظُّهْر، ثُمَّ قام على رِجْلَيْه يصلّي إلى العَصْر ويرفع صوته بالقرآن، ويبكي كثيرًا. ثُمَّ صلّى بنا العصر، وجاء إلى المسجد فجعل يقرأ فِي المُصْحَف إلى اللّيل، فصليت، معه المغرب، وقلت لبعض جيرانه: ما أصبره على العبادة.

قال: هذه عبادته بالنّهار منذ سبعين سنة، فكيف لو رأيتَ عبادتَه باللَّيل؟

وما تزوّج قَطّ ولا تَسَرّى قَطّ، وكان يقال له: راهب الكوفة [1] .

قلتُ: ولهنّاد مصنَّف كبير فِي الزُّهْد يرويه ابن الخير.

قال السّرّاج: سمعته يقول: وُلِدتُ سنة اثنتين وخمسين ومائة. ومات في آخر سنة ربيع الآخر سنة ثلاثٍ وأربعين ومائتين [2] ، رحمه الله ورضيّ عنه [3] .

579- الهيثم بن مروان بن الهيثم بن عِمران العنْسيّ الدّمشقيّ [4]- ن. - عن: خاله محمد بن عائذ، وزيد بن يحيى، ومحمد بن عيسى بن سميع، ومنبه بن عثمان.

وعنه: ن.، وأبو بِشْر الدُّولابيّ، وأبو الحسن بن جوصا، ومحمد بن المسيّب الأرغيانيّ [5] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015