وفيها أشْخَص المتوكّل القُضاة من البلدان لبَيْعة ولاة العهد أولاده:
المنتصر باللَّه محمد، وَمِنْ بعده الْمُعْتَزّ باللَّه محمد، وَمِنْ بَعْدِهِ المؤيَّد باللَّه إبراهيم.
وبعث خَوَاصَّهُ إلى البُلدان ليأخذوا الْبَيْعَةَ بذلك [1] .
وفيها، أو في حدودها، وثبوا على نائب دمشق سالِم بْن حمد، فقتلوهُ يوم الجمعة على باب الخضراء. وكان من العرب، فلمّا وُلِّيَ أذَلَّ قومًا بدمشق من السَّكُون والسَّكاسِك، ولَهم وَجَاهةٌ وَمَنعة، فثاروا به وقتلوه. فندبَ المتوكّل لدمشق أفريدون التُّرْكيّ، وسَيَّرهُ إليها. وكان شُجاعًا فاتكًا ظالِمًا، فقدِم في سبعة آلاف فارس، وأباح لَهُ المتوكّل القتل بدمشق والنَّهْب، على ما نُقِلَ إلينا، ثلاث ساعات. فنزل ببيت لِهْيَا، وأراد أن يُصَبِّح بالبلد، فلمّا أصبح نظر إلى البلد وقال: يا يوم ما يُصبحك منّي. وقُدِّمَت له بغلة فضربته بالزَّوْج [2] فقتلته، وقبر ببيت لِهْيا [3] ، وردّ الجيش الذي معه خائفين.
وبلغ المتوكّل، فصلُحت نيّتهُ لأهل دمشق [4] .
وفيها أمر المتوكّل بِهْدَم قبر السّيد الحسين بْن عليّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وهدم ما حوله من الدُّور، وأن تُعمل مزارع.
ومنع الناس من زيارته، وحُرِثَ وبقي صحراء [5] .