كأن بني العبّاس يوم وفاته ... نجوم سماءٍ خرّ من بينها البدر
فبكى المأمون وبكينا، ثم قَالَ لها: نُوحي.
فناحت، وردّ عليها الجواري، فبكينا أحرقَ بكاء، وبكى المأمون حتّى قلت قد جادت نفسه [1] .
وقال هبة اللَّه بْن إِبْرَاهِيم بْن المهديّ: مات أبو عيسى سنة تسع ومائتين، ونزل في قبره المأمون، وامتنع من الطعام أيّامًا [2] .
وقال الصُّوليّ: كَانَ أبو عيسى يُسمّى أحمد أيضًا، وكانت أمّه بربريّة، وله جماعة إخوة اسمهم محمد سوى الأمين وسوى صاحب الترجمة، وهم: أبو عليّ محمد: تُوُفّي سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
وأبو العبّاس محمد: مات سنة خمس وأربعين ومائتين، وكان أعمى القلب مغفَّلًا.
وأبو أحمد محمد: وكان طريفًا نديمًا فاضلًا، تُوُفّي [سنة] أربعٍ وخمسين، وهو آخر من مات من إخوته.
وأبو سليمان محمد: سمّاه ابن جرير الطَّبَريّ.
وأبو أيّوب محمد: وكان أديبًا شاعرًا.
وأبو يعقوب محمد. وكلّهم أولاد إماء. وهذا الأخير مات سنة ثلاث وعشرين، وسأترجم لأبي العبّاس، ولأبي أحمد إنّ شاء اللَّه تعالى.
460- أبو يوسف الأعشى الكوفيّ [3] .
واسمه يعقوب بْن محمد بْن خليفة المقرئ. أحد الكبار.
قرأ عَلَى: أَبِي بَكْر بْن عيّاش.
وتصدّر للإقراء مدّة، فقرأ عَلَيْهِ: أبو جعفر محمد بْن غالب الصّيرفيّ،