إبراهيم كنحو ما جرى بين ابن الهادي وبينه. فأمر بسجنه [1] .
وكانوا قد أخذوا رجلا من أصحابه، يقال له محمد الرواعيّ، فضربه إبراهيم ونتف لحيته وقهره [2] .
واستعمل إبراهيم عَلَى قضاء بغداد قيس بْن زياد الخُراسانيّ الحنفيّ، فهاجت في أيّامه العامّة عَلَى بِشْر الْمَرِيسيّ [3] ، وسألوا إبراهيم بْن المهديّ أنّ يستتيبه، فأمر قيس بذلك.
قَالَ محمد بْن عَبْد الرَّحْمَن الصَّيْرفيّ: شهدتُ جامع الرّصافة وقد اجتمع النّاس، وقُتَيْبة جالس. وأقام بِشْر الْمَرِيسيّ عَلَى صُنْدوق، ومُستَمْلي سُفْيَان بْن عُيَيْنَة أبو مُسْلِم، ومستملي يزيد بْن هارون يذكر أنّ أمير المؤمنين إبراهيم أمر قاضيه أنّ يستتيب بشرًا من أشياء عدّدها. منها ذِكْر القرآن. فرفع بِشْر صوته يَقُولُ: مَعَاذَ اللَّه لست بتائب.
وكثر النّاس عَلَيْهِ حتّى كادوا يقتلونه، فأُدخل إلى باب الخَدَم.
وأما المأمون، فذكر أنّ عليّ بْن موسى الرِّضا حدَّثَ المأمون بما فيه النّاس من القتال والفتن منذ قتل الأمين. وبما كَانَ الفضل بْن سهل يستره عَنْهُ من الأخبار. وأن أهل بيته والناس قد نقموا عَلَيْهِ أشياء، وانهم يقولون إنّك مسحور أو مجنون، وقد بايعوا عمك إبراهيم.
فقال: لم يبايعوه بالخلافة. وإنّما صيّروه أميرا يقوم بأمرهم.
فبين لَهُ أنّ الفضل قد كتمه وغشه.
فقال: من يعلم هذا؟
قَالَ: يحيى بْن مُعَاذ، وعبد العزيز بْن عِمران، وعدة من أمرائك فأدخلهم