مقتل هَرْثَمَة

وأما هَرْثَمَة، فلمّا فرغ مِن حرب أَبِي السرايا سار نحو خُرَاسان، فأتته الكتب مِن المأمون أن يرجع فيلي الشام أو الحجاز. فقال: لا أرجع حتى آتي أمير المؤمنين. إدلالا منه عَليْهِ، وليُشافِهه بمصالح، وليؤذي الفضل بْن سهل بأنّه لَيْسَ بناصح لَهُ. ففهم الفضل مُراده، فقال للمأمون: إنّ هَرْثَمَة قد ظاهَرَ عليك عدوّك، وعادي وليّك، وخالف كتبك. وإن خلّيته كَانَ ذَلِكَ مفسدةً لغيره. فتوحّشَ عَليْهِ.

وأبطأ هَرْثَمَة، ثمّ قِدم في أواخر السَّنَةِ، فقال لَهُ المأمون: مالأتَ علينا العلويّين، وداهَنْتَ، وحسّنت في السّرّ لأبي السرايا الخروج؟

فذهب هَرْثَمَة ليتكلّم ويدفع عَنْ نفسه، فلم يُقبل منه. وأُمِر بِهِ، فَوُجِئ عَلَى أنفه، ودِيس بطْنُه، وسُحِب وحُبس. ودسّ الفضل إلى الأعوان الغِلْظَة عَليْهِ، ثمّ قتلوه، وقيل مات [1] .

ذكر فتنة الْجُنْد ببغداد

وفيها هاج الْجُنْد ببغداد، لكون الحَسَن بْن سهل لم يُنصفهم في العطاء، وبقيت الفتنة أيامًا [2] .

ذكر توجيه رجاء بْن أَبِي الضحّاك لإشخاص عليّ الرضا

وفيها وجّه المأمون رجاء بْن أبي الضحّاك، وهو الّذي قدم عليه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015